تصعيد كبير: الجنوب يشتعل!

تشهد الجبهة الجنوبية تصعيداً كبيراً منذ ليل الجمعة، شن خلاله الطيران الحربي الاسرائيلي عشرات الغارات على القرى الجنوبية، وصل مداها حتى بلدة عدلون، مخلفة دماراً هائلاً وعدداً من القتلى والجرحى، وفي المقابل وجّه “حزب الله” ضربات قاسية الى المستوطنات الاسرائيلية مستخدماً صواريخ “بركان الثقيلة”، بالاضافة إلى إسقاطه مسيرة هي الرابعة منذ بدء الحرب، وكما جرت العادة ردت اسرائيل بقصف محيط بعلبك. ويأتي هذا التصعيد غداة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن مقترح هدنة جديد، يحاول الضغط على اسرائيل و”حماس، للقبول به، الأمر الذي قد يفسر التصعيد هذا بأنه الاشتداد قبل الانفراج، كما في كل الحروب بين لبنان واسرائيل.

وسط هذه الأجواء، وبعد تحذير فرنسي من “نهاية لبنان السياسي” تتحرك المرجعيات الروحية، علها تستطيع الضغط على القوى السياسية. وفيما أكد المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى أن لا خيار إلا بالوحدة الوطنية وتطبيق وثيقة الطائف، مشدداً على أهميّة ترسيخ مناخ التّحاور والتّلاقي والتّفاهم بين كلّ المكوّنات السّياسيّة، لانتخاب رئيس للجمهوريّة، والإقلاع عن التّجاذبات السّياسيّة والتصلّب في المواقف، رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن “أطرافاً لبنانيّةٌ، متأثِّرة بالمحيط، اخْتزلَت جميعَ العناصرِ التأسيسيّة للأُمَة بالدين ثم بالمذَهب وقَضَت على مفهومِ الأمّةِ الحضاريّةِ اللبنانيّةِ، وجَرَفت في طريقِها مفهومَ الدولةِ/الكيان”، لافتاً إلى أن أحداً لا يرى جدوى من تلبية دعوة الى حوار لا يغوص جدّياً في جوهر نقاط خلافية تراكمت حتى تحولت الى قنابل موقوتة.

الميدان
تصاعدت أمس حدة المواجهات بصورة كبيرة في الجنوب، بعدما صعّدت اسرائيل من قصفها الجوي ليلاً لقرى في القطاع الغربي، ما أدى إلى مقتل سيدة، وسقوط عدد من الجرحى، ودمار كبير.

على الإثر، شنّ “حزب الله” مجموعة عمليات كان أبرزها إسقاطه بصاروخ أرض – جو مسيّرة إسرائيلية شوهدت تهوي على أرض الجنوب، محدثة حريقاً في مكان سقوطها. وأعلن أنه كَمَنَ لـ “مسيّرة من نوع هرمز 900، التي تعتدي على أهلنا وقرانا واستهدفها بالأسلحة المناسبة فوق الأراضي اللبنانية حيث تم إسقاطها”.

وأقرّت إذاعة الجيش الاسرائيلي بـ “إسقاط مسيّرة من نوع كوخاف هيرمز 900 بصاروخ أرض – جو أطلقه حزب الله”، موضحة أنّ “المسيّرة التي أسقطت هي واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي يمتلكها الجيش الاسرائيلي”. ولفتت إلى أنّ “هذه هي المرة الرابعة التي يتمكن فيها حزب الله من إسقاط مسيّرة هجومية منذ بداية الحرب”.

كما أعلن الحزب استهداف مقر قيادة “اللواء 769” في ثكنة كريات شمونة، بصواريخ “بركان” ثقيلة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيه وتدمير جزء منه. وأقرّت بلدية كريات شمونة، بعد العملية الصاروخية بأنّ “أضراراً جسيمة لحقت بالبنية التحتية والممتلكات والمركبات نتيجة سقوط صواريخ في المدينة”، مشيرة الى أنّ “التعليمات لسكان كريات شمونة – الذين بقوا في المدينة – هي البقاء بالقرب من المناطق المحمية”.

إلى ذلك، اعترفت إذاعة الجيش الاسرائيلي بإصابة مبنيَين، أحدهما عسكريّ، بقصف صاروخي من لبنان على كريات شمونة.

وفي بيانات متلاحقة، أعلن الحزب عن استهداف موقع البغدادي ومبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة نطوعة، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع المرج، ومرابض مدفعية العدو في خربة ماعر، وانتشار لجنوده في محيطها. كما شنّ هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضيّة على التموضع المستحدث للفصيل المدرع شمال ثكنة يفتاح، واستهدف “أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده”.

في المقابل، وبالتوازي مع توسيع رقعة قصفها لقرى وبلدات جنوبية، عادت القوات الاسرائيلية لتركز على قصف الدراجات النارية، بحيث نفذت مسيرة غارة على احداها على طريق أكاسيا – مجدل سلم في قضاء مرجعيون، كما استهدفت غارة، بصاروخ موجه، دراجة نارية على طريق عام حاروف – جبشيت غرب مدينة النبطية. وشن الطيران غارات على بلدة الخيام، وعلى القنطرة في قضاء مرجعيون، كما نفذت طائرة مسيّرة غارة على محيط مسجد بلدة بارين الحدودية في القطاع الغربي، وغارة على منطقة دردرية الواقعة قرب حومين الفوقا، وأفيد عن إصابة عدد من المواطنين بينهم أطفال في غارة على صديقين.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة