قنبلة موقوتة داخل أجسامنا: ماذا يمكننا فعله؟؟

في عالمنا الحديث، باتت مادة البلاستيك جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نستخدمها في كل شيء، من الملابس والطعام إلى الإلكترونيات والسيارات. لكن ما لا ندركه أحيانًا هو أنّ هذا الاستخدام المُفرط يأتي بثمن باهظ، ثمن قد تدفعه صحتنا على المدى الطويل.

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة

الخطر الخَفي:

مع مرور الوقت، تتفتت قطع البلاستيك الكبيرة إلى شظايا صغيرة جدًا، تُعرف باسم الجزيئات البلاستيكية الدقيقة. هذه الجزيئات، التي لا تُرى بالعين المجردة، تنتشر في كل مكان، من الماء والهواء إلى التربة والغذاء.

إكتشافات مقلقة:

في السنوات الأخيرة، كشفت الأبحاث عن وجود الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في أنسجة جسم الإنسان، بما في ذلك الرئتين والدورة الدموية.

دراسات حديثة تكشف مخاطر جديدة:

أثارت دراسة حديثة أجراها باحثون في الصين قلقًا متزايدًا حول مخاطر الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على صحتنا. فقد وجدت الدراسة أنّ 80% من الجلطات الدموية التي تمّت إزالتها من المرضى احتوَت على جزيئات بلاستيكية دقيقة.

ما علاقة الجزيئات البلاستيكية الدقيقة بالجلطات الدموية؟

يشير العلماء إلى أنّ الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تؤدي دورًا في تكوين الجلطات الدموية وتفاقم حالتها من خلال:

تحفيز الالتهاب: تُحفّز الجزيئات البلاستيكية الدقيقة خلايا الدم البيضاء على إفراز مواد كيميائية تسبّب الالتهاب.

إتلاف الأوعية الدموية: يمكن أن تتسبب الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في تلف بطانة الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة لتكوين الجلطات.

التفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى: قد تتفاعل هذه الجزيئات مع المواد الكيميائية الأخرى في الجسم وتُنتج مركبات ضارة.

ما هي المخاطر الصحية الأخرى؟

لا تقتصر مخاطر الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على تكوين الجلطات الدموية، بل تشمل أيضًا:

أمراض القلب: ربطت بعض الدراسات بين التعرّض للجزيئات البلاستيكية الدقيقة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

السرطان: تشير بعض الأبحاث إلى أن هذه الجزيئات قد تُسبب السرطان.

إضطرابات المناعة الذاتية: قد تُحفز الجزيئات البلاستيكية الدقيقة ردود فعل مناعية ذاتية في الجسم.

ماذا يمكننا فعله؟

بينما لا تزال الأبحاث جارية لفهم التأثيرات الصحية الكاملة لهذه الجزيئات، إلا أنه بإمكاننا اتخاذ خطوات لتقليل تعرّضنا لها، مثل:

تقليل استخدام البلاستيك: إستبدِل المنتجات البلاستيكية ببدائل صديقة للبيئة مثل الزجاج أو المعدن أو الخشب.

إختيار المنتجات المصنوعة من مواد مُعاد تدويرها: إنّ شراء المنتجات المصنوعة من مواد معاد تدويرها يُساعد على تقليل كمية البلاستيك الجديدة المنتجة.

دعم الجهود الرامية إلى الحد من تلوث البلاستيك:

تُعد الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قنبلة موقوتة داخل أجسامنا. ومع ازدياد انتشارها في بيئتنا، تزداد المخاطر الصحية التي تُشكلها.

مسؤولية مشتركة:

حان الوقت لاتخاذ خطوات جادّة للحد من تلوث البلاستيك وحماية صحتنا.

الجمهورية

مقالات ذات صلة