الاعتداء على الأب وهبي: كيف يمكن التعرض لرجل دين له مركزه وقيمته بين الناس وضربه وسرقته؟؟

أثارت حادثة الاعتداء على أمين سرّ مطرانيّة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك الأب سليمان وهبي على طريق صيدا جزين (كفرفالوس)، الكثير من الاستغراب والاستنكار والاستهجان، فكيف يمكن التعرض لرجل دين له مركزه وقيمته بين الناس، وضربه وسرقته؟ وهذا ما طرح العديد من الأسئلة حول هذا الاعتداء، إن كان يعرض السلم الأهلي للخطر، خصوصاً أن قوى عدة مسيحية واسلامية سارعت الى استنكار هذا الفعل، ومن بينها “الجماعة الاسلامية” التي تتمتع بثقل وازن في صيدا.

مصادر مطلعة نقلت لموقع “لبنان الكبير”، عن مصدر قضائي كنسي قوله ان الاعتداء على الأب سليمان هو رسالة الى راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد، لكن المصادر وفق معطياتها تستبعد هذه النقطة، خصوصاً وأن لا خلفيات لهذا الأمر، معتبرة أن المصدر القضائي الكنسي بالغ كثيراً في التوصيف، فالعملية هي مجرد سرقة.

في هذه الحالة كان لا بد من التوجه الى صاحب العلاقة، وبما أن الأب سليمان تعرض للاعتداء والضرب، ونقله الى المستشفى بعد أن أغمي عليه، لكن حالته كانت مستقرة، وأجرى بعض الفحوص، ثم غادرها، تحدث “لبنان الكبير” مع المطران إيلي حداد، الذي أكد لنا أن الحادثة هي مجرد عملية سرقة، لا أكثر ولا أقل، ولا تعرض السلم الأهلي للخطر، ولا أي كلام مما يشاع ويقال.

وشرح المطران حداد أن الأب وهبي سلك طريقاً غير مأهولة، وفي العادة لا يتم سلوكها، وكان ما حصل، فمن يسلك هذه الطريق يجب أن يكون مستعداً ومجهزاً، اما مسلحاً أو معه عدد من السيارات، أي ليس وحده.

وربطاً بما حصل مع الأب وهبي السنة الماضية، حين تعرض أيضاً لعملية سرقة، أوضح حداد أن السارقين خلال تلك الحادثة، كانوا يراقبون الأب وهبي منذ خروجه من المصرف، واستشبه حينها بأن سيارة تطارده.

ونفى نقل الأب وهبي أموالاً الى الكنيسة أو ايصالها الى مكان معين كون هذه المهام ليست ضمن نطاق عمله، وما تعرض له من عمليات سرقة كان صدفة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تعمل وتسعى الى كشف الفاعلين وإلقاء القبض عليهم.

تجدر الاشارة الى أن الأب وهبي، سبق وتعرض لعدد من عمليات السرقة والنهب والاعتداء خلال السنوات الماضية، كما تعرض أحد المتاجر التي يملكها للسرقة.

وهنا لا بد من طرح سؤال: هل يتم الاعتداء على رجال الدين مهما كانت طوائفهم، واستضعافهم، على اعتبار أنهم غير قادرين على الرد وحماية أنفسهم؟ مصادر كنسية ترى أن كل ما يحصل هو نتيجة غياب الدولة.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة