تقليص عديد حراس المستوطنات
في وقت تتواصل فيه المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الجنوب، أعلن حزب الله استهداف موقع راميا، وحاميته وتجهيزاته وتموضوعات جنوده، بصواريخ قصيرة المدى ومن مسافة قريبة.
وكانت الطائرت الحربية الإسرائيلية نفّذت فجراً عدداً من الغارات، استهدفت بلدات عيتا الشعب وميس الجبل. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن “معظم المستوطنات التي أجلي سكانها لحقت بها أضرار هائلة من جراء هجمات حزب الله”. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن “930 منزلاً ومبنى تعرضت للضرر في 86 مستوطنة منذ اندلاع المواجهة مع حزب الله”. ولفتت الى أن “130 منزلاً من أصل 155 في كيبوتس المنارة تعرضت للدمار إثر قصف صاروخي من جنوب لبنان”. من جهتها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن التقديرات تشير إلى أن عودة السكان للشمال لن تحدث إلا بعد عام من انتهاء الحرب.
تقليص فرق الحراسة
وفي تطور جديد، قرر الجيش الإسرائيلي تقليص قوات “الفرق المتأهبة” المسلحة في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية، في ظل تصاعد تبادل إطلاق النار والتخوف من توغل مقاتلي “فرقة الرضوان” التابعة لحزب الله إلى هذه البلدات الإسرائيلية، وفق ما ذكر موقع “واينت” الإلكتروني اليوم الثلاثاء. و”الفرق المتأهبة” هي قوة حراسة صغيرة، يقودها عسكري مسؤول عن أمن البلدة، ويتعين على هذه الفرق العمل بشكل سريع لمواجهة حدث أمني، إلى حين وصول قوات أخرى من الجيش الإسرائيلي.
وحسب “واينت”، فإن قرار الجيش كان أحادي الجانب ومن دون إشراك رؤساء السلطات المحلية. ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى “تعميق انعدام الثقة” بين الجانبين. وقال رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى، غيورا زالتس، إن “المطلوب الآن هو زيادة الأمن والشعور بالأمن وعدم المس بهما”، وأن تقليص قوات هذه الفرق هو “خطأ كبير، فيما يعمل الجيش مرة أخرى من دون حوار مع رؤساء السلطات، ويتخذ قرارات من شأنها أن تجعلنا ندفع ثمناً باهظاً بسببها”.
وقرر الجيش الإسرائيلي تقليص عناصر “الفرق المتأهبة” في البلدات التي تبعد حتى 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية من 28 إلى 18 عنصراً، ومن 28 إلى 4 عناصر في البلدات التي تبعد حتى 9 كيلومترات عن الحدود. ويتواجد هؤلاء العناصر بشكل دائم عند مداخل البلدات. وأشار “واينت” إلى أن بلدة “عين يعقوب” في الجليل الغربي، والتي تبعد 8 كيلومترات عن الحدود اللبنانية، تحولت منذ بداية الحرب على غزة إلى جبهة، وهي البلدة المأهولة الأكثر قرباً للحدود بعد إخلاء سكان البلدات الأخرى في المنطقة.
وقال أحد عناصر “الفرق المتأهبة” في “عين يعقوب” إن “الجميع أوضحوا لنا أنه في حال الحرب لن نتلقى دعماً من أي جهة. وإذا سحبت جميع القوات (في “الفرق المتأهبة”)، فماذا تكون قد فعلت؟ وجميع البلدات التي نجت من المجزرة في غلاف غزة، نجحت في منع تسلل المخربين بفضل الفرق المتأهبة”، حسبما نقل عنه “واينت”.
وأشار عنصر آخر في “الفرقة المتأهبة” نفسها إلى أن فرقته حصلت على عتاد بسيط بفضل تبرعات “كيرن كييمت ليسرائيل”، لكنه أضاف أن “بإمكان قوات الرضوان أن تكون هنا خلال ثماني دقائق. فمن سيتواجد هنا كي يدافع عن 150 من أطفال الروضات والحضانات في وسط البلدة؟”. ويفسر الجيش الإسرائيلي قراره بتقليص “الفرق المتأهبة” بأنه يقتصد في الإنفاق على أجور عناصر الفرق. وقال مسؤول في كيبوتس “شَمير” في الجليل الأعلى “إن قرار الجيش هو قرار مجنون. وعليهم ألا يتوقعوا منا أن نتطوع بالفرق المتأهبة. فالأفراد أصبحوا منهكين. وأدعوا رئيس الحكومة إلى المجيء إلى هنا، كي يرى سهل الحولة يحترق”.
المدن