سعر “البطيخة” حجم وسط حوالى 840 ألف ليرة لبنانيّة…من يشتريها؟

يعتبر البطيخ الأحمر فاكهة شهيرة تُعرف بفوائدها الصحية الكثيرة، ونكهتها المنعشة، واستخداماتها المتعددة في الطهي. كما تستهلك بشكل كبير خلال فصل الصيف بفضل محتواها العالي من الماء، مما يساعد على الترطيب وتخفيف حرارة الجسم. وتناولها عنصر أساسي في النظام الغذائي الصحي، حيث توفر مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية ومضادات الأكسدة، التي تعزز الصحة الجسدية والنفسية. وتشمل منافعها دعم الجهاز المناعي، تحسين الهضم، حماية القلب، والحفاظ على صحة الجلد والشعر، والوقاية من الأمراض المزمنة.

الفواكه للميسورين فقط!

ورغم الفوائد الصحية الغزيرة لتناول الفواكه، يواجه الفقراء تحديات كبيرة في الحصول عليها، بسبب ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على تحمل تكاليفها، وهذا يجعلها خارج متناول العديد من الأسر اللبنانية، نتيجة ضعف القوة الشرائية وعدم القدرة على تحمل مصاريف المنتجات الطازجة. ويؤدي هذا الوضع إلى نقص التغذية، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض، ويؤثر سلبا في السلامة العامة.

تجدر الإشارة الى ان الأسواق المحلية تبيع الفواكه والخضراوات بأسعار متفاوتة ومرتفعة جدا، لذلك تقدم الفئة التي تعاني من شح الماديات الأطعمة الأساسية التي تسد الجوع، على شراء الفواكه التي تعتبر غالبا كمالية بسبب تكلفتها العالية.

وفي جولة لـ “الديار” على المتاجر و”السوبرماركات” الكبرى والصغرى، يتبين ان سعر كيلو البطيخ الذي يعد ثمرة استثنائية، يتراوح بين الـ 50 و120 الفا، مما يعني ان سعر بطيخة متوسطة الحجم يبلغ ما يقارب 840 ألف ليرة لبنانية.

وفي هذا الإطار، أشار تقرير حديث للبنك الدولي صدر بتاريخ 24 أيار الحالي الى “أن معدّل الفقر في لبنان ارتفع ثلاثة أضعاف خلال عقد، ليطال واحداً من كل 3 لبنانيين، بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة منذ العام 2019 والتصعيد الامني في الجنوب. واستند في الدراسة الاستقصائية التي شملت 60% من السكان في محافظات عكار وبيروت والبقاع وشمال لبنان ومعظم جبل لبنان، إلى “أن واحداً من كل 3 لبنانيين في هذه المناطق طاله الفقر في عام 2022، كاشفا عن زيادة كبيرة في معدل الفقر النقدي من 12% في عام 2012 إلى 44% في عام 2022″. ولم يتضمن التقرير منطقة الهرمل شرقاً وأجزاء من الجنوب، بسبب الأوضاع الأمنية والحرب”.

ولفت التقرير الى وجود “تفاوت في توزيع الفقر في لبنان” بين المناطق النائية وبيروت، فقد وصل معدل الفقر إلى “70% في عكار، حيث يعمل معظم السكان في قطاعي الزراعة والبناء”.

البطيخ الأحمر .. ممنوع على هؤلاء الأشخاص

الصحة النفسجسدية!

مما لا شك فيه ان نقص الفواكه في النظام الغذائي، يمكن ان ينجم عنه هبوط الفيتامينات والمعادن، مما يفاقم من مخاطر الأمراض مثل فقر الدم، ضعف الجهاز المناعي، ومشكلات في الهضم، الى جانب زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، بسبب نقص مضادات الأكسدة والألياف.

بالموازاة، يربط المعالجون النفسيون التغذية السليمة بتحسين المزاج والحد من التوتر والاكتئاب، لان تخفيض الفواكه والمواد الغذائية الأساسية، يمكن أن ينتج منه الشعور بالإجهاد والضعف العام، مما يؤثر سلبا في الحالة النفسية.

التركيبة

أوضحت اختصاصية التغذية كريستال باشي لـ “الديار” ان “البطيخ يحتوي على حوالى 92% من الماء، وهو ليس فقيرا بالسعرات، لان كل شريحة توازي حصة من الفواكه، وتختزن 60 وحدة حرارية و15% نشويات وصفر بروتين ودهون”.

وأضافت “البطيخ غني بالمغنيزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم ومضادات الاكسدة، التي تحارب الجذور الحرة والخلايا السرطانية، ومادة “الليكوبين” المضادة للأكسدة والأساسية لصحة الجسم، ومن هنا تأتي أهميته”.

ملح وبطيخ!

وقالت باشي “لان هذه الفاكهة غنية بالماء والسكر والبوتاسيوم، فاذا وضعنا بعض الملح على البطيخ فعندئذ يصبح غذاء رائعا للرياضيين، اذ تعدل هذه الطريقة خسارة الماء والاملاح التي يفقدها الرياضي اثناء ممارسته التدريبات. بالإضافة الى عنصر “النتريك اسيد” المهم أيضا لهذه الفئة قبل ممارسة التمارين بساعة او ساعتين، ولأنه يوسّع شرايين القلب فيحفز الجسم على ضخ الدم بأريحية، ويضبط ضغط الدم، ويخفض مستوى الكوليسترول الضار، اما فيتامين (A) فهو فعّال لصحة العين”.

الممنوعون من اكله!

وتابعت “لا ننصح مرضى السكري بتناول كميات كبيرة من البطيخ وحده كوجبة خفيفة، وانما بدمجه مع اطعمة أخرى لتعديل مستوى السكر بالدم، وايضا الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي او اسهال او تهيج بالمصران او الصداع النصفي “الشقيقة”.

وأشارت باشي الى “ان لا بديلا عن الفواكه والخضراوات، بسبب فوائد هذه الثمار الغذائية والصحية الجبّارة والأساسية في انظمتنا الغذائية اليومية، واعرف ان الأسعار جدا مرتفعة ولكن يجب قدر المستطاع تمرير هذه الأنواع الطازجة اثناء موسمها، لنحصل على أكبر قدر من الفيتامينات والمعادن”.

واعتبرت ان “التفاوت بالأسعار بين دكان وآخر غير مبرر”، وشددت على “ضرورة استهلاك الفواكه الطازجة وتفادي عصرها بغية الاستفادة من الالياف”. وتعتبر “الفواكه المجففة اعلى بالسعرات، ويجب تناول مقدار اقل من تلك الطازجة، لأنها تخسر الماء والكثير من الفيتامينات والمعادن خلال عملية التنشيف”.

من جانبه، كشف اختصاصي التغذية وبطل كمال الاجسام طه مريود لـ “الديار” عن “ان البطيخ الأحمر يُطلق عليه عدة ألقاب نظرا لأهميته الصحية وفوائده، ومنها:

– “فاكهة الصيف المنعشة”: لاحتوائه على نسبة عالية من الماء، مما يجعله خياراً ممتازاً للترطيب وتخفيف حرارة الجسم في فصل الصيف.

– “مخزن الليكوبين”: يُعرف بهذا اللقب نظراً لامتلاكه مقادير عالية من هذا العنصر، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب.

– “قوة الترطيب الطبيعية”: يشير هذا اللقب إلى قدرة البطيخ على توفير الترطيب اللازم للجسم بفضل محتواه العالي من الماء.

– “فاكهة القلب الصحي”: بسبب غناه بالبوتاسيوم ومضادات الأكسدة، التي تعزز صحة القلب وتخفض ضغط الدم.

– “معزز المناعة”: بفضل اشتماله على فيتامين C، الذي يؤد دوراً مهماً في تقوية جهاز المناعة ومحاربة الأمراض.

– “مكمل الطاقة الطبيعي”: لاستحواذه على الفيتامينات والمعادن التي تحسّن الطاقة وتحافظ على مستوياتها، مما يجعله خياراً جيداً كوجبة خفيفة لتعزيز النشاط.

– “فاكهة الصحة والجمال”: لاكتنازه الفوائد الصحية المتعددة التي تتضمن تحسين صحة الجلد والشعر بفضل محتواه من فيتامينات A وC.

ندى عبد الرزاق- الديار

مقالات ذات صلة