“أوزمبيك” وأخواتها تقلص النوبات القلبية والسكتات الدماغية

في دراسة غيرت قواعد اللعبة يقول الباحثون الذين يقارنون هذا الاختراق الطبي باكتشاف الـ “ستاتين” إن خطر الإصابة بحالات خطرة انخفض بمقدار الخُمس بغض النظر عن كمية الوزن المفقودة

توصلت دراسة جديدة “غيرت قواعد اللعبة” إلى أن حقن فقدان الوزن مثل أوزمبيك يمكن أن تقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية بمقدار الخُمس، وقال باحثون إن الحقن المضادة للسمنة يمكن أن تقلص خطر الإصابة بالسمنة المفرطة بغض النظر عن كمية الوزن التي يفقدها المريض أثناء فترة العلاج، مما يشير إلى أنه قد يكون له آثار تتجاوز تقليل الدهون غير الصحية في الجسم.

وأشاد الباحث الرئيسي البروفيسور جون دينفيلد، من جامعة “يونيفرسيتي كوليدج أوف لندن” (UCL)بالأدوية باعتبارها “عنصرا مهماً للغاية في العلاج”، إذ توفر “فرصة واسعة النطاق”، مقارنا هذا الاختراق باكتشاف عقاقير الـ “ستاتين” المخفضة للكوليسترول.

واستخدم الفريق بيانات من تجربة Select التي أجرتها شركة تصنيع حقن الـ “سيماغلوتيد” Novo Nordisk، لاستكشاف ما إذا كان الدواء الذي يباع تحت الأسماء التجارية Wegovy و Ozempic و Rybelsus يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة غير المصحوبة بمرض السكري.

وشملت الدراسة التي استمرت خمسة أعوام 17604 بالغين فوق سن 45 سنة من 41 دولة، وفحصت مقدار الوقت قبل أن يعاني المرضى أمراضاً خطرة في القلب والأوعية الدموية.

وبعد مرور 20 أسبوعاً من تناول الـ “سيماغلوتيد” فقد 62 في المئة من المرضى أكثر من خمسة في المئة من وزن أجسامهم مقارنة بـ 10 في المئة من المرضى في مجموعة الدواء الوهمي، وترافقت خسارة الوزن مع تقليل أخطار الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو قصور القلب المماثل في المرضى، بغض النظر عما إذا كانوا فقدوا الوزن أم لا.

وفي أغسطس (آب) وجد الباحثون أن الـ “سيماغلوتيد” يقلل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية لدى الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار الخُمس.

وخفضت جرعة 2.4 ميليغرام مرة واحدة في الأسبوع من “ويغوفي”، جنباً إلى جنب مع الرعاية القياسية للوقاية من النوبات القلبية أو السكتة الدماغية، الأخطار بنسبة 20 في المئة مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.

وفي حديثه خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) المفرطة في البندقية حيث قدم النتائج، ذكرت صحيفة “ذا تلغراف” أن البروفيسور دينفيلد قال إن “هذه التجربة الرائعة تغير قواعد اللعبة حقاً”.

وتابع، “في التسعينيات عندما ظهرت عقاقير الـ ’ستاتين‘ المخفضة للكوليسترول اكتشفنا أخيراً أن هناك فئة من الأدوية من شأنها تغيير بيولوجيا هذا المرض، وكان ذلك إنجازاً كبيراً لتحويل الممارسة لعلاج أمراض القلب، ولدينا الآن فئة من الأدوية التي يمكن أن تغير أيضاً كثيراً من الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة”.

وقال لبرنامج راديو “بي بي سي 4 توداي” يوم الثلاثاء، إن “هذه الأدوية لها مكان مهم للغاية في العلاج”، مضيفاً أن “هناك فرصة واسعة النطاق، ولكن بالطبع يجب تقييم هذه الأدوية بالطريقة المعتادة”.

قال البروفيسور ديانفيلد، “قرابة نصف المرضى الذين أراهم في ممارستي للقلب والأوعية الدموية لديهم مستويات من الوزن تعادل تلك الموجودة في تجربة Select، ومن المرجح أن يستفيدوا من تناول الـ ’سيماغلوتيد‘ إضافة إلى مستواهم المعتاد من الرعاية الموجهة بمبادئ توجيهية.

“تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن حجم هذا التأثير العلاجي مع الـ “سيماغلوتيد” مستقل عن كمية الوزن المفقودة، مما يشير إلى أن الدواء له إجراءات أخرى تقلل أخطار الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بخلاف تقليل دهون الجسم غير الصحية.

وقد تشمل هذه الآليات البديلة تأثيرات إيجابية على نسبة السكر في الدم أو ضغط الدم أو الالتهاب، فضلاً عن التأثيرات المباشرة على عضلة القلب والأوعية الدموية، أو مزيج من واحد أو أكثر من هذه.

ونظر بحث ثان مبني على تجربة Select التي قدمت في ECO بقيادة البروفيسورة دونا رايان، من “مركز بنينغتون للأبحاث الطبية الحيوية” في نيو أورلينز في التأثير طويل المدى للـ “سيماغلوتيد” في الوزن، وقالت إن فقدان الوزن باستخدام الـ “سيماغلوتيد” يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى أربعة أعوام لدى البالغين الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة غير المصحوبة بمرض السكري.

وقد فقد المرضى الذين يتعالجون بالـ “سيماغلوتيد” ما متوسطه 10.2 في المئة من وزن أجسامهم و 7.7 سنتيمتر من محيط الخصر مقارنة بـ 1.5 في المئة و 1.3 سنتيمتر على التوالي في المجموعة التي أعطيت دواء وهمياً، وبعد عامين انتقل ما يقارب 52 في المئة من الأشخاص الذين عولجوا بالـ “سيماغلوتيد” إلى فئة أدنى من مؤشر كتلة الجسم مقارنة بـ 16 في المئة في مجموعة الدواء الوهمي.

وأضافت البروفيسورة رايان أن “هذه الدرجة من فقدان الوزن لدى مثل هذا العدد الكبير والمتنوع من السكان تشير إلى أنه قد يكون من الممكن تخفيف العبء على الصحة العامة من الأمراض المتعددة المرتبطة بالسمنة، وفي حين ركزت تجربتنا على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلا أن كثيراً من الأمراض المزمنة الأخرى، بما في ذلك أنواعاً عدة من السرطان وهشاشة العظام والقلق والاكتئاب، ستستفيد من إدارة الوزن بشكل فعال”.

يذكر أن نتائج دراسة البروفيسورة رايان نُشرت في مجلة Nature Medicine.

اندبندنت

مقالات ذات صلة