الرياضي والحكمة والعاملان النفسيّ والجسديّ
لم يكن أشدّ المتفائلين في بداية موسم كرة السلة الحالي يتوقّع أن تستطيع الإدارة الجديدة لنادي الحكمة بتشكيلة «الأمر الواقع» التي توفّرت لها قبل ساعات قليلة من إنطلاق قطار البطولة، أن تحجز مكاناً مشرّفاً لها في الدور النهائي للبطولة بعدما غاب «الأخضر» عنه طوال ثماني سنوات.
يستحقّ الحكمة هذا الإنجاز الذي أتى ثمرة جهود كبيرة وتعاون مشترك دائم بين الإدارة والجهاز الفنّي واللاعبين، ومن خلفهم هذا الجمهور الوفيّ الرائع الذي لم يترك فريقه يوماً واحداً، حتى عندما مَرّ في أسوأ مبارياته وأمرّ مواسمه، علماً أنّ الحكمة لم يرفع كأس البطولة منذ عشرين عاماً بالتمام والكمال، عندما أحرز اللقب المرموق آخر مرّة في العام 2004.
يسترسل المحلّلون في آرائهم وتوقّعاتهم بشأن السلسلة النهائية المرتقبة بين قطبَي كرة السلة اللبنانية الحكمة والرياضي التي ستنطلق غداً الثلثاء من ملعب المنارة، وهي المواجهة الأجمل والأقوى على الإطلاق، بل هي «عرس كرة السلة الحقيقي» الذي ينتظره عشّاق اللعبة بلهفة وشغف في لبنان والخارج، فقسمٌ يرى أنّ الرياضي البطل سيحتفظ بلقبه بفضل الإستقرار الإداري والفنّي والمالي الذي يعيشه منذ مواسم طويلة، فيما يعتبر قسم آخر أنّ الحكمة بلغ اليوم ذروة عطائه وكسر حاجز التردّد والخوف كلياً، وبالتالي فهو سيواصل مسلسل مفاجآته الحلوة بغضّ النظر عن قوّة وشراسة خصمه، إلا أنّ الأكيد في هذه المعركة هو أنّ العاملَين النفسي والجسدي سيكون لهما الدور الأكبر في تحقيق الإنتصار الأغلى، فمن الناحية النفسية سيخوض الفريقان السلسلة تحت ضغط جماهيريّ هائل إن في المنارة أو في غزير، وبالتالي فإنّ أعصاب اللاعبين ستكون مشدودة تماماً، ما قد يؤثّر على أدائهم وتركيزهم على أرض الملعب، أما من الناحية الجسدية فستكون المواجهات صعبة للغاية وتتطلب مجهوداً بدنياً جبّاراً ومستوىً فنياً ثابتاً لا يتغيّر أو يتراجع بين مباراة وأخرى، لذلك فإنّ الفريق الذي سيأخذ هذين العاملَين بعين الإعتبار سيجتاز شوطاً كبيراً بإتجاه منصّة التتويج.
نداء الوطن