الانظار باتجاه محطة المنامة: اجتماع لبناني – سوري الخميس… والامور مرهونة بخواتيمها!
مؤتمر القمة العربي الذي يعقد في دورته الـ ٣٣ في المنامة في البحرين الخميس المقبل، سيشكل محطة بارزة وهامة في مسالة مناقشة ملف النازحين السوريين في ظل معلومات مؤكدة عن لقاء سيعقد على هامش القمة بين الرئيس نجيب ميقاتي الذي يمثل لبنان والوفد السوري المرافق للرئيس بشار الاسد، وفي المعلومات، ان اتصالات جرت لترتيب اللقاء ومواضيع البحث، كان قد بداها ميقاتي باتصال مع رئيس الحكومة السورية منذ ايام، لكن المؤشرات تستبعد عقد اي اجتماع بين الرئيس الاسد وميقاتي خلال القمة، الا … في ظل التشجيع الخليجي لرئيس الحكومة لعقد هكذا اجتماع، وتبقى الامور مرهونة بخواتيمها.
وفي المعلومات، ان الرئيس ميقاتي يذهب الى الاجتماع مع المسؤولين السوريين مرتاحا ومدعوما من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومعظم القوى السياسية اللبنانية لبحث ملف النازحين باستثناء القوات اللبنانية، هذا التوجه يتقدم حاليا بالتوازي مع اجواء عربية اكثر من جيدة مع سوريا وتحديدا من قبل دول الخليج الذين شجعوا ميقاتي على فتح صفحة جديدة مع دمشق والحوار معها، وفي المعلومات المؤكدة، ان الاجواء الايجابية تجاه سوريا وصلت الى قطر، واوعز المسؤولون القطريون الى القيمين على الاعلام القطري تخفيف الانتقادات على سوريا وقيادتها، رغم ان المسؤولين القطريين ابدوا استياءهم من بعض المقالات التي صدرت في الوسائل المحسوبة عليهم في لبنان وتضمنت اشادات في الموقف السعودي من احداث المنطقة.
وفي المعلومات، ان الرياح الايجابية الخجولة بين سوريا والدول الخارجية لاول مرة منذ ٢٠١١، بدات تلفح ايضا العلاقات الاميركية السورية عبر لقاءات بين وفود من الدولتين، والمسؤولون اللبنانيون يعلمون ان الوفد الاميركي الذي زار بيروت منذ شهر والتقى نواب من التغيريين في السفارة الاميركية انتقل في اليوم التالي الى دمشق بمواكبة امنية لبنانية، رغم ان الاجتماعات المحدودة لم تحقق اي خرق ايجابي، والبارز ان السعودية تقوم بجهود كبيرة لتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن ونجحت باقناع بايدن سحب مشروع قانون مناهضة التطبيع مع سوريا وتجميد اجراءات التوقيع عليه وسحبه من الحزمة المستعجلة من القوانين التي طرحت للمصادقة.
والسؤال، هل تسمح الاجواء الدولية الجديدة والايجابية تجاه دمشق تسهيل عودة النازحين الى بلادهم ؟ هذا الامر مستبعد حاليا، واكبر دليل على ذلك، ان قبرص قامت باعادة ٢٠ نازحا دخلوا اراضيها الاسبوع الماضي وسلمتهم الى الجيش اللبناني الذي قام باعادتهم الى بلادهم، وهذا ما اثار السفيرة الاميركية في بيروت وسفراء اوروبيون الذين جالوا على المسؤولين وابلغوهم رفضهم القاطع لهذا الاجراء ومنع تكراره.
وتبقى الانظار باتجاه محطة المنامة لانه الطريق الوحيد لوضع الملف على السكة الصحيحة ومناقشته من مختلف جوانبه مع وضع اجراءات عملية بعيدا عن المزايدات والاشارات العنصرية او كان المشكلة محصورة بهبة المليار يورو؟ وفي المعلومات، ان عتبا سوريا سجل على الرئيس ميقاتي بعد لقائه ماكرون والحديث عن المناطق الامنة، ومن يحددها؟ في ظل طروحات تدعو لخضوع هذه المناطق للحماية الدولية وهذا يفتح ابواب جهنم على سوريا ولبنان مجددا من بوابات النازحين، كل هذه المواضيع بحاجة الى نقاشات لبنانية – سورية للوصول الى الحد الادنى من القواسم المشتركة والا على هذا الملف السلام، خصوصا ان اجراءات الدولة الاخيرة حدها الادنى عدة اسابيع لا اكثر، في ظل التشعبات المالية والسرقات التي تفوق “العقل البشري ” في هذا الملف من قبل مغارات علي بابا والاف الحرامية، ولم يبق سياسي واحد في البلد الا وتدخل لوقف اجراءات اقفال المحلات التابعة للسوريين من قبل الامن العام كون عقود الايجارات مسجلة باسماء لبنانيين مما يمنح معظم اعمال السوريين الغطاء القانوني، والحبل على الجرار؟
الديار