كيف يمكننا بيع سيارة لشخص يتقاضى راتباً يبلغ حوالي 200 دولار؟
السيارات المستوردة تنكمش 57%
تشير الاحصاءات الأخيرة إلى تراجع حاد في عدد السيارات المستوردة عبر مرفأي بيروت وطرابلس حيث تم تسجيل انخفاض بنسبة 57.77٪ في عدد السيارات المستوردة عبر مرفأ بيروت إلى 3227 سيارة خلال شهر كانون الثاني 2024، مقارنةً بالفترة المماثلة من العام السابق، فيما سجل انخفاض بنسبة 51.95٪ في عدد السيارات المستوردة عبر مرفأ طرابلس، وبلغ عددها 2632 سيارة خلال الشهر الأخير من العام 2023.
تراجع الى 50%
رئيس نقابة السيارات المستعملة إيلي قزي أشار عبر موقع “لبنان الكبير”، الى أن لبنان وجهة سياحية معتمدة والوضع الأمني الحالي يعتبر وحده كفيلاً بالتاثير عليه وعلى قطاع السيارات بالتحديد، الذي يعتبر أحد القطاعات الأساسية في البلاد، مؤكداً أن القطاع يشهد حالياً تراجعاً ملحوظاً في نسبة الاستيراد، اذ كنا سابقاً نستورد حوالي 50000 سيارة سنوياً أي في العام 2018، فتجاوزت نسبة التراجع اليوم الـ 50% وتتراوح بين 70% و80%.
ويعزو قزي هذا التراجع إلى عوامل عدة، أبرزها: الرسوم الجمركية المرتفعة، والأزمة المصرفية التي تعاني منها البلاد، وعدم قدرة المصارف على تقديم القروض لكل القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك قطاع السيارات، الذي كان يعتمد بصورة أساسية على هذه التسهيلات لتمكين الزبائن من شراء السيارات. وفي هذا السياق، يطرح السؤال الصعب: كيف يمكننا بيع سيارة لشخص يتقاضى راتباً يبلغ حوالي 200 دولار؟
السوق يحتاج المزيد من السيارات
وأوضح نقيب أصحاب معارض السيارات المستعملة وليد سركيس لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك تراجعاً كبيراً في أرباح هذا القطاع بنسبة 60% مقارنة بالموسم الصيفي الماضي، فالسيارات الباهظة والمعروفة عالمياً لم نعد نحصل عليها، وهذا بسبب قيمة جمركها الضخم، فمثلاً هناك سيارات يكون سعرها حوالي 100000 و150000 دولار لم تعد تحت الطلب اجمالاً بسبب جمركها الذي قد يتخطى الـ 70000 و80000 دولار”.
أضاف: “بسبب تراجع استيراد السيارات، اليوم لا نصل الى استيراد 8000 سيارة في السنة وهذا طبيعي في وضع يُدفع فيه 50% جمرك من قيمة السيارة و11 TVA% هذا يعني أن حوالي 61% تُدفع كرسوم اجمالية من قيمة كل سيارة تُستورد، وهذا وحدهُ كفيل بالتأثير على السوق اللبنانية واستقبال المزيد من السيارات الى الأراضي اللبنانية”.
حال الطرق في لبنان تُبين الاكتظاظ الكبير للسيارات، الا أن السوق تعتبر بحاجة الى استيراد المزيد من السيارات اليها، بحسب سركيس، الذي أكد أن “الوضع اللبناني يفرض دائماً طلب المزيد من السيارات، فمثلاً لدينا حوالي 18000 طالب يتخرجون من الجامعات سنوياً وعدد كبير منهم بحاجة الى شراء سيارة، كما أن لدينا حوالي 4000 سيارة غرقت وأصبحت غير صالحة بسبب العاصفة المطرية الشديدة التي ضربت لبنان في الشتاء. ولا ننسى أن نسبة ارتفاع حوادث السير تلعب دوراً في زيادة الطلب على السيارات الجديدة، فالسوق دائماً بحاجة في وقت ليس هناك نقل مشترك يخدم المواطنين بصورة جيدة. ويفترض ونطالب بأن ينظر الى هذا القطاع، الذي هو ثاني قطاع لدخل خزينة الدولة”.
لبنان الكبير