بعد الكثير من الخسائر…استراتيجيّة جديدة للحزب: تراجع العسكر وتقدّم الصواريخ
على وقع الاخذ والرد المستمرين في المفاوضات حول مصير معركة رفح، التي بنظر الخبراء العسكريين قد انطلقت فعلا، يستمر الترقب لما ستحمله الايام القليلة المقبلة من تطورات على المستوى العسكري جنوباً، والذي عززته التسريبات عن “تخيير” تل ابيب واشنطن بين رفح ولبنان،في وقت عمد فيه كل من فريقي المعركة الى تغيير تكتيكاته واستراتيجياته، استنادا الى معمودية الاشهر الماضية، والتي كلفت الكثير من الخسائر، المدنية والعسكرية.
وفي هذا الاطار يكشف “مصدر مقاوم”، ان المراجعة الدورية المستمرة لمجريات العمليات العسكرية، منذ اندلاع حرب “طوفان الاقصى”، التي تجريها غرفة عمليات محور المقاومة، وبالتحديد قيادة حزب الله الميدانية، عمدت حارة حريك الى اجراء تعديلات اساسية على استراتيجيتها المعتمدة في الدفاع والهجوم، حتمتها الظروف الميدانية، ضمن مسلمتي، الحاق اكبر ضرر ممكن في الجانب الاسرائيلي، والتخفيف من الخسائر في الجانب اللبناني، حيث كان القرار بالانتقال التدريجي نحو امر العمليات الجديد، والذي ابرز خطوطه:
-عمدت المقاومة الى سحب عناصرها عن الخطوط الامامية، مع الابقاء على وحدات الاستطلاع والرصد، التي تتموضع لايام في اماكنها، وتتحرك ضمن صمت مطبق على طول الجبهة، وهي بالعادة وحدات تتالف من 3 الى 4 افراد، يصعب رصدها بسهولة.
-التركيز خلال الفترة الاخيرة على اطلاق الصواريخ القصيرة المدى من نوع “كاتيوشا”، والصواريخ المتوسطة المدى، والتي تنطلق من قواعدها المموهة والمنتشرة في الوديان والاحراج، على قاعدة “ارمي وانسى”، بعدما شهدت الفترة الماضية تركيزا في استخدام الصواريخ المضادة للدروع من نوع “كورنت”، وهو ما سمح في كثير من الاحيان بانكشاف مجموعات الاطلاق وسهل عملية استهدافها من قبل المسيرات الاسرائيلية.
-الاعتماد على سلاح المسيرات والتي تنطلق من مناطقة متاخمة للخط الازرق والتي يصعب رصدها نظرا لسرعة انقضاضها على اهدافها، وهو ما يسمح لها باختراق ثغرات نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي، والذي اجبر اكثر من مرة طائرات سلاح الجو على التحليق على علو منخفض بحثا عن المسيرات، رغم المخاطر التي قد يؤدي اليها التحليق على هكذا علو، حيث التساؤلات عن سبب عدم استهداف هذه المقاتلات واسقاطها، رغم سهولة ذلك، وهو ما يرد عليه المعنيون بان هذا الامر مرتبط بقواعد الاشتباك وان هكذا خطوة تنقل المعركة الى مكان آخر، وهو امر غير مطلوب راهنا.
-تعزيز القدرات الاستخباراتية، خصوصا شبكات العملاء والمخبرين وراء خطوط العدو، في وقت تم فيه تدمير جزء كبير من منظومة الاستعلام الاسرائيلية. وفي هذا الاطار تكشف تقارير استخباراتية عن وجود مجموعات خاصة لحزب الله تعمل في العمق الاسرائيلي، تسللت عبر الحدود من لبنان.
وعليه فان هذه الاستراتيجية نجحت الى حد كبير في تحقيق الاهداف التي تسعى اليها القيادة العسكرية للمقاومة، التي يردد قادتها حرصهم على تطبيق وعود امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتكريس المعادلات التي يتحدث عنها، رغم الاختلاف في وجهات النظر بين “جيلي” المقاتلين، وحماسة كل منهما الى تنفيذ الخطط وفقا لمدرسته.
وفي هذا الاطار تتحدث المصادر عن عملية مركبة نفذها حزب الله خلال الساعات الماضية، استهدفت سيارة عسكرية تقل ضابطا كبيرا في الجيش الاسرائيلي، على بعد سبعة كيلومترات، عبر طائرة مسيرة انتحارية، ما ادى التي تدمير السيارة ومقتل من فيها، وسط تكتم اسرائيلي كامل عن العملية، متابعة ان اهمية العملية ورمزيتها، هي اظهار قدرات الحزب على اعتماد اساليب اسرائيل نفسها، عبر اغتيال كادرات المقاومة بواسطة المسيرات.
ميشال نصر- الديار