مستوطنو الشمال يطالبون بإبعاد “الحزب” بالحرب لا بالسياسة
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير أن “المهجرين من شمال إسرائيل يُطالبون بإبعاد حزب الله عن السياج الحدودي عبر عملية عسكرية، وليس من خلال تسوية سياسية. كما أنهم يؤكدون أنه على إسرائيل عدم القبول بعيش مواطنيها وسط الخوف من القتل”.
وأوضح التقرير أنهُ بعد 7 أشهر من الانتظار، فإن سكان شمال إسرائيل يستعدّون للمواجهة، في حين أنهم يُطالبون الحكومة بهزيمة حزب الله عبر شن حرب تعيد الأمن، ومن ثم إعادة المستوطنين إلى منازلهم.
وذكرت الصحيفة أن ناشطين اجتماعيين من سكان الجليل الغربي والأعلى، توحدوا في مجموعات احتجاجية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم “النضال من أجل الشمال”، وقد انضم إليهم آلاف السكان، الذين يعتزمون الخروج في التطاهرات لزيادة الضغط على الحكومة.
سيناريوان
بدوره قال معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي، في دراسة حديثة، إنه في حين أن حزب الله وإيران ليسا مهتمين بعد بحرب واسعة النطاق، فإن إمكانية توسيع الحملة ضد لبنان تظل مفتوحة، في ظل سيناريوهين: تدهور لا يمكن السيطرة عليه، بسبب تمسك حزب الله بالقتال طالما استمرت الحرب في قطاع غزة، أو في أعقاب طلب إيراني من الحزب بتوسيع مشاركتها في حملتها ضد إسرائيل. أو خطوة إسرائيلية واسعة النطاق تتجاوز “قواعد اللعبة” بينها وبين حزب الله، بهدف تغيير الوضع الأمني على الحدود، والسماح بعودة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من المنطقة إلى منازلهم.
وحسب المعهد، فإن حزب الله يريد أن يجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق أهدافها في الحرب في غزة ووضع حد لها. ويضيف أن الحزب يستخدم وسائل حربية قصيرة المدى، على الرغم من أنه اعتبارًا من كانون الثاني 2024 يهاجم أيضًا بصاروخ “ألماس” الإيراني المتقدم المضاد للدبابات (الموجه بصريًا)، وصواريخ بركان. وفي الأسابيع الأخيرة، زاد أيضًا استخدام الطائرات من دون طيار المهاجمة، وإن كان في نطاق محدود نسبيًا. بالإضافة إلى ذلك، لم يقم الحزب بزيادة مدى إطلاق النار، إلا ردًا على تصرفات غير عادية من قبل الجيش الإسرائيلي.
تقييد الحزب
ويؤكد المعهد أن الجيش الإسرائيلي ألحق المزيد من الضرر بحزب الله على نطاق واسع؛ في البنية التحتية والمباني العسكرية والمقرات العسكرية لحزب الله، بما في ذلك سلسلة من الهجمات في عمق لبنان (عدة مرات في بعلبك). كما تكبد حزب الله العديد من الضحايا. ويرى المعهد أن حزب الله ليس معنياً حتى الآن بتوسيع القتال كجزء من خطة محددة سلفاً أو كفرصة للاستفادة من الحرب في غزة.
ويبدو أن عوامل تقييد حزب الله لم تتغير، وهي: موقف إيران، التي ترغب في الاحتفاظ بمعظم قدرات المنظمة لاحتياجاتها الخاصة والاكتفاء بتقويض جهود إسرائيل وضمان هزيمتها في حرب غزة، والتورط الأميركي مع الجانب الإسرائيلي، والخوف من أن تتحول الحرب إلى حرب إقليمية في حال انجرت إيران والولايات المتحدة إلى التورط المباشر فيها، وتخوف حزب الله من الأضرار والخسائر المتوقعة نتيجة حرب شاملة له وللسكان الشيعة الموالين له في لبنان وللدولة اللبنانية بشكل عام، وكذلك فقدان عنصر المفاجأة، واستعداد وجاهزية الجيش الإسرائيلي في الساحة الشمالية وإخلاء المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود.
ورغم كل ذلك، حسب المعهد، لا يمكن استبعاد احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق، قد تصل حتى إلى حرب شاملة (بمشاركة عناصر محور المقاومة)، ويمكن أن يحدث هذا التطور في ضوء سيناريوهين رئيسيين: الأول يستند إلى تقييم مفاده أن ديناميكية القتال الحالية، والتي تتصاعد باستمرار، قد تؤدي عن غير قصد إلى تدهور لا يمكن السيطرة عليه. أما السيناريو الثاني فيعتمد على قرار إسرائيلي؛ مبادرة لتحرك واسع يتجاوز “قواعد اللعبة” القتالية حتى الآن من أجل تغيير الواقع الأمني على هذه الجبهة. وبعد انتهاء معظم القتال في قطاع غزة، من الممكن التفرغ لإزالة التهديد الذي يشكله حزب الله في الشمال، أو بسبب الحاجة الملحة للسماح بعودة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في هذه المنطقة.
وكالات