مادام صوت المدفع لم يتوقف… ما قيمة البحث بالورقة الفرنسية؟
اشارت “الأنباء” الكويتية الى ان هناك تلازما مستمرا بين ربط «حزب الله» الإفراج عن الملف الرئاسي، وحصول هدنة في الجنوب يربطها بهدنة تامة في غزة، لا تخرج فيها حركة «حماس» مهزومة.
بالنسبة إلى «الحزب» لا مشكلة في الوقت، اذ يملك هامشا واسعا لحماية خياره بفتح «جبهة مساندة» من لبنان. وهو لا يقيس خسارته بعدد الضحايا الشهداء من صفوفه ومن المدنيين، ولا بالحسبة الاقتصادية، بل يعتمد تقويما مختلفا خاصا بما هو مطلوب بذله ودفع ثمنه في مواجهة إسرائيل، والتغلب عليها، كما فعل في التحرير العام 2000، ثم في حرب يوليو 2006.
في هذا الوقت أصبح الرد اللبناني على الورقة الفرنسية في عهدة السفارة، مع الملاحظات عليها والاعتراضات التي لا يمكن وصفها بالسلبية، لكنها تتطلب نقاشا.
وقال مصدر مقرب من «الثنائي الشيعي» لـ «الأنباء»: «ان النقاش يمكن ان يختصر حول نقطتين: الأولى موضوع تراجع مقاتلي حزب الله مسافة عشرة كيلومترات عن الحدود، والثانية وجود ما يشبه منطقة عازلة إضافة إلى غياب عبارة تحرك القوات الدولية بالتنسيق مع الجيش اللبناني».
وأضاف المصدر: «يطالب لبنان بالمعاملة بالمثل. فلم لا تكون هناك منطقة عازلة في الجانب الإسرائيلي؟ وإذا كان المطلوب توفير الضمانات الأمنية لإسرائيل، فإن لبنان أولى بهذه الضمانات، لأنه عرضة للعدوان باستمرار من قبل الجيش الإسرائيلي بحرا وبرا وجوا».
وتابع المصدر: «على الرغم من ان النقاط الخلافية تبدو للوهلة الأولى عالية السقف، فإنه يمكن التفاهم حولها من خلال النقاش. ولا قيمة لأي بحث اليوم، مادام صوت المدفع لم يتوقف. وقد تكون الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات مع فتح جبهة رفح في قطاع غزة. ولا بد من انتظار هذه المعارك وتداعياتها على الساحة اللبنانية».
مصدر مطلع آخر قال لـ «الأنباء»: «ان المسعى الفرنسي يهدف لأحد أمرين: الاول عدم الذهاب إلى حرب واسعة على الجبهة اللبنانية.
والثاني ان فرنسا تريد ان تسجل حضورا قويا على الساحة الإقليمية التي ينتظر ان يعاد رسم السياسات فيها، وربما التحالفات فيها. وبالتالي على فرنسا ان تضع ملفها في الحقيبة في انتظار معرفة الوضع الميداني، على غرار ما فعل الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الذي وضع أفكار الحل للوضع الحدودي في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأدار ظهره ليترقب المسار الذي ستذهب اليه الأوضاع.
ويدرك هوكشتاين تماما ان التفاهم سيكون سائدا في نهاية المطاف، بعدما أصبح خبيرا في اختراع الحلول، على غرار ما فعله بالنسبة إلى الحدود البحرية، رغم الاعتراضات العديدة وتشابك المصالح على غير صعيد».