“بيك” المختارة في باريس يزور الحريري: لن “أزعّل” الرياض
كسرت زيارة “بيك” المختارة الى العاصمة الفرنسية رتابة المشهد السياسي اللبناني، الذي عاش لايام عطلة الفصح الشرقي، بعدما كان الايليزيه محط انظار الاطراف الداخلية، عشية زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وما بني على غذائهم من تحليلات وسيناريوهات.
في كل الاحوال تؤكد مصادر سياسية متابعة، ان فرنسا تحاول ان تبني على التقارب بين عين التينة والبياضة، املا في احداث خرق لمصلحة مشروعها الرئاسي، بعدما نجحت في ضرب التوافق المسيحي الذي كان قائما، والذي ردت عليه بكركي بوضوح في انتقادها للتعامل الاوروبي مع ملف النازحين السوريين، والهمس عن دور فرنسي في الكواليس افضى الى “ابرة مورفين” المليار يورو المقسطة على اربع سنوات.
وتشير المصادر الى ان فريق الرئيس ماكرون الذي تواصل مع مقربين من الرئيس سعد الحريري، الموجود في باريس للعلاج، املا في ضمه الى الجبهة الرئاسية التي يسعى لانشائها، بعدما نجح في تقديم مبادرة في ما خص الجنوب قابلة للنقاش لدى حارة حريك، الا انها مرفوضة بالكامل من قبل الاميركيين، نصحه في المقابل بفتح خطوط التواصل مع “بيك” المختارة لتأمين الاكثرية المطلوبة، متجاهلا عدم رغبة البيك “بزعل” المملكة العربية السعودية منه، والذي سيزور موفدا عنه الرياض في الايام المقبلة.
من هنا رأت المصادر ان وليد جنبلاط بدا متماهيا في ما خص الوضع جنوبا مع حزب الله، بل دافع عن وجهة نظر حارة حريك، مشيرا الى انه رفض تلبية دعوة معراب، رغبة منه بعدم فتح المواجهة مع الحزب. اما في ما خص ملف النزوح فقد اعاد تكرار مواقفه الداعية الى حل غير عنصري، ليبقى الملف الرئاسي عالقا عند ضرورة انجاز الاستحقاق في اسرع وقت ممكن، برضى الضاحية لا “غصبا عنها”.
اما في لقائه مع الرئيس السابق سعد الحريري، فقد كشفت المصادر ان الملف الابرز الذي بحث مرتبط بالوضع السني، بعد المظاهر المسلحة و “الانفلاش” العسكري والسياسي لـ “الجماعة الاسلامية” بعد ما حصل في بيروت وببنين، وما يسرب عن مخاوف من تحركات “متطرفة” شمالا “لخربطة” الوضع الامني، تحت حجة مقاومة “اسرائيل”، حيث تعتبر منطقة اقليم الخروب احدى اهم تلك النقاط، مع محاولة “الجماعة” ملء الفراغ الذي خلفه اعتكاف “تيار المستقبل” واعتزاله العمل السياسي، خصوصا ان “الجماعة” كان سبق وأدت دورا سلبيا خلال فترة “ثورة 17 تشرين”، يوم موجة “تسكير” الطرقات، ما كاد يتسبب باكثر من اشكال على طريق صيدا – بيروت، وما تسبب “بحشر” الحزب “التقدمي الاشتراكي”.
ورأت المصادر ان رغبة جنبلاط باقناع الحريري للعودة كي يُفعّل “تيار المستقبل”، وعدم ابقاء الساحة السياسية السنية لقمة سهلة امام “الجماعة الاسلامية”، التي استفادت الى ابعد الحدود من حرب طوفان الاقصى، واظهار نفسها “جيش السنة”، اصطدمت بعدم حماسة الحريري للقيام باي دور راهنا في ظل غياب الغطاء الاقليمي.
وتتابع المصادر بان الواجب الاجتماعي بالاطمئنان الى صحة السيخ سعد، كسر الجليد في العلاقة بين الطرفين، الا انه في المقابل لم ينجح في اعادة التواصل والتنسيق الى ما كان عليه، رغم ان الايام الماضية شهدت تعاونا في الامتخابات النقابية بين الطرفين.
وخلصت المصادر الى انه في ملف رئاسة الجمهورية، بدا الحريري غير مبال “بلعب” اي دور في الوقت الراهن، وسعيه الى عدم الاصطدام بالمملكة العربية السعودية، معتبرا ان “مونته” على بعض النواب السنة الحاليين لن تترجم في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فهو يرغب بان يبقى خارج اي تسوية ما لم تحظ بغطاء اقليمي – دولي كامل، باعتبار هذا المسار طريقه الوحيد للعودة الى الحياة السياسية.
ميشال نصر- الديار