طرد آلان عون من “التيار” محسوم…بصفته منافس جدي لباسيل بعد رحيل “الجنرال”… والحصار يشتدّ على كنعان
هل أخذ باسيل مباركة من الجنرال لطرد آلان عون؟
يبدو أن قرار فصل النائب آلان عون من التيار الوطني الحرّ أتخذ، رغم عدم تبلغ نائب بعبدا به بعد. ما يعزز هذه الفرضية التسريبات التي حصلت في الأطر الضيقة خلال اليومين السابقين. حتى أن السؤال الذي يطرح ليس إذا ما كان باسيل قد وقّع قرار فصل عون من عدمه بعد، فهذا الأمر حدث. بل إن السؤال المطروح هو هل الدور المقبل سيكون على نائب المتن إبراهيم كنعان تحديداً، وباقي الأخصام تباعاً.
أبعد من الديكتاتورية في الحزب
كما سبق وكشفت “المدن” عن تبلّغ نائب بعبدا بضرورة المثول أمام المجلس التحكيمي، تبين أن عون رفض الخضوع، معتبراً أن الأمر مهزلة. وكتب رسالة قوية برر فيها الأسباب الموجبة لعدم المثول. وكتب ما معناه أن الحزب يفتقد إلى الأداء الديمقراطي وأنه ينحو ليصبح حزباً شبيهاً بالأحزاب الديكتاتورية، وأنه يرفض هذه الممارسات. مطالباً بإجراء تقييم واسع للمرحلة السابقة. ما يعني إدانة باسيل، لأنه متهم من المعارضين بتراجع التيار. حتى أن عون عندما كتب هذه الرسالة شعر أن باسيل قد يقدم على رد فعل ليس أقله اتخاذ قرار الفصل. وقد أبلغ بعض الأصدقاء أنه على قناعة بأن باسيل كتب قرار فصله من التيار، تقول مصادر “المدن”.
وتضيف المصادر، أن مشكلة باسيل مع عون تختلف عن مشكلته مع باقي النواب الذين سيأتي موعد فصلهم عاجلاً أم آجلاً. فباسيل يستطيع اتخاذ قرار منع أي عوني من النيابة لأكثر من ثلاث دورات، ويتخلص من أخصامه النواب إبراهيم كنعان في المتن وسيمون أبي رميا في جبيل، ويصبحان بلا أي تأثير داخل الحزب.
لكن بما يتعلق بالآن عون، الوضع مختلف. ذاك أن مشكلة باسيل معه أنه المرشح الجدي والفعلي لترؤس التيار. فبعد رحيل ميشال عون لا أحد يمنع نائب بعبدا من الترشح لرئاسة التيار. وهو شعبياً داخل التيار يستطيع الفوز على باسيل وأي منافس غيره.
ووفق المصادر، يشهد لنائب بعبدا آلان عون قربه من كل الناخبين. وعلاقته جيدة بكل المنسقين والمسؤولين في التيار البرتقالي. ولا يترك مناسبة ولا يكون حاضراً فيها. بمعنى أوضح، بنى شعبية وووسع حجم “التيار” في المنطقة بهذه الصفات. لكن في الانتخابات النيابية تراجعت أصوات التيار بسبب تراجع شعبية التيار في كل لبنان.
وتشدد المصادر على أن مشكلة باسيل الأساسية مع نائب بعبدا أبعد من أن الحزب بات بلا ديمقراطية تحتكم إليها الأطر الحزبية الداخلية، وأن باسيل دمّر كل أرث ميشال عون، بل هي أيضاً شخصية. فالآن عون يعتبر منافساً جدياً وحقيقياً لباسيل في رئاسة الحزب بعد رحيل “الجنرال”. وتسأل المصادر: هل أخذ باسيل مباركة من الجنرال لطرد آلان عون؟
النائب كنعان تالياً
أما بما يتعلق بالنائب إبراهيم كنعان فالمسألة معقدة. فقد أبلغ نائب المتن زملاءه أن “جبران يقوم بمحاصرتي في المتن”. وشكا من أن باسيل يعمل منذ أكثر من سنة، وعلى مراحل، على ترقية أكثر من مسؤول محسوب عليه في الحزب. وعمل على تسليمهم مناصب أو مهام أرفع لإبعادهم عنه. فمؤخراً عيّن باسيل زوجة القيادي هـ. ك. مسؤولة عن مكتبه، وسبق وعين القيادي و. ش. أمين صندوق لجنة الانتشار، والقيادي ع. ل. متابعاً لمنطقتي بيروت والمتن الشمالي، ومسؤول الماكينة الانتخابية لكنعان القيادي ج. ب. مسؤولاً عن المغتربين، والقيادي ف. ح. مسؤولاً عن المهن الحرة.
وتكشف المصادر أنه بعد فصل نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، حاول كنعان التوسط لحل النزاع ورأب الصدع. وكان على تواصل مع نائبة باسيل للشؤون السياسية مارتين كتيلي، للتشاور معها لحل الخلافات، لا سيما أنه تربطه علاقة جيدة بها. لكنه تبلغ منها أن ثمة شكوى بحقه هو أيضاً. ما يعني أن الأمر فيه إمكانية توجيه رسالة له للمثول أماكم التحقيق. ففهم أن الموضوع كبير.
تبديد إرث الجنرال
وتلفت المصادر إلى أن جوهر الصراع مع باسيل أن ممارساته بعد تسلم التيار أدت إلى تدمير كل الإرث العوني. وبات الحزب بلا تأثير في صنع السياسة في لبنان. فالجنرال ميشال عون كان أقوى زعيم مسيحي على رأس أقوى تيار مسيحي في لبنان. وكان ممسكاً باللعبة السياسية في البلد. لكن أداء باسيل أدى إلى تراجع دراماتيكي لشعبية التيار، وبات الحزب لا يؤثر حتى في الشارع المسيحي.
وتضيف المصادر أن مأخذ المعارضين على باسيل أن التيار تسلم الحكم والرئاسة وكان على رأس أكبر كتلة نيابية، ورغم ذلك يردد باسيل أنهم منعوه من العمل، ومن تنفيذ برنامج الإصلاح والتغيير! وتسأل المصادر: إذا كان لديه كل هذه السلطة ولم يفعل شيئاً، فكيف الحال اليوم؟
وتشرح المصادر، أن باسيل يرفض إجراء أي تقييم للسنوات العشرة الأخيرة، ومواجهته بأسئلة مصيرية تتعلق بتبديده إرث العونيين. بل يهرب إلى الأمام لدفع أخصامه إلى إفتعال المشاكل معه، ما يبرر طردهم. وتؤكد، أن باسيل كان يقبل بالتمايزات في السنوات السابقة. فالخلافات بينه وبين الرعيل القديم ليست جديدة. حتى قضية طرد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب كانت مستغربة. فلطالما كانت لبو صعب وضعية خاصة في الحزب لأسبابه الخاصة. وكان باسيل راضياً بها. لكن ما استجد أن باسيل يريد “تنقية الحزب” وتطهيره من كل المعارضين. ووصل الأمر حالياً أن كل الرعيل القديم بات تقريباً خارج الحزب. ويقول العديد من هؤلاء إن باسيل لا يريد العونيين المناضلين الذين أسسوا وبنوا إرث التيار، بل يريد “الباسيليين” حصراً.
ووفق المصادر، عندما تبلغ النواب من باسيل أنه يريد اتخاذ قرار حول منع النيابة لأكثر من ثلاث دورات، كان جوابهم أنهم يرحبون بالأمر، لكن بشرط أن يسري هذا الأمر على رئاسة الحزب، وعدم تولي أي شخص الرئاسة لأكثر من دورتين، ما يعزز الديمقراطية داخل الحزب ويجعله حزباً مختلفاً عن دكتاتورية الأحزاب اللبنانية. فـ”جن جنون” باسيل، معتبراً أن الأمر تحدياً كبيراً له. وحيال الجمود السياسي وتراجع التيار، قرر “التفضّي للبيت الداخلي”. ومعنى الأمر منع أي تمايز داخل الحزب، للإمساك به وحده بلا منازع.
وليد حسين- المدن