المسعى فرنسي والتوقيت أميركي: رد “الثنائي” على الورقة الفرنسية…“بنحكي مع هوكشتاين”
المسعى فرنسي والتوقيت أميركي، أما المقرر فتبقى المقاومة ممثلة بـ “حزب الله” ميدانياً ورئيس مجلس النواب نبيه بري ديبلوماسياً، إذ إن منطلق أي نقاش يبدأ من وقف إطلاق النار في غزة لتتوقف جبهة الجنوب، وقتئذ فقط يبدأ النقاش السياسي.
فعلى الرغم من انفتاح الثنائي الشيعي على الاقتراحات الغربية، الا أن فصل الجبهات غير قابل للبحث، وسبق أن أقرّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بأن مفتاح الحل يبدأ من باب غزة. كما أن طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام الرئيس نجيب ميقاتي في الاليزيه ودعوته الى فصل الجبهات بسبب تعثّر مفاوضات الهدنة وإطالة فترة الحرب نتيجة إصرار رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح، قوبل بموقف لبناني ثابت تبلّغه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من الرئيس بري بوضوح: أوقفوا الحرب في غزة لكي تتوقف الجبهة في لبنان.
الا أن الخليلين (الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل) درسا الورقة الفرنسية المعدّلة بانفتاح، ووضعا الملاحظات على بنودها، وستتسلم السفارة الفرنسية في الساعات المقبلة الموقف اللبناني، الذي أشرف عليه الرئيس بري ونسقه مع الرئيس ميقاتي.
الجواب اللبناني معروف مسبقاً، وسبق أن فصّله الرئيس بري للموفدين الدوليين “بالجملة وبالمفرّق”، بدءاً من الطرح الفرنسي الأول الذي رُفض من عنوانه الى بنده الأخير، مروراً بالطرح الأميركي الذي قدمه هوكشتاين وجمّده الى حين انتهاء الحرب في غزة، وصولاً الى زيارة سيجورنيه الأخيرة قبل تسلّم الطرح الفرنسي المعدّل. وخلاصة الموقف اللبناني وفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، إن أي حديث عن تدابير أمنية مرفوض بالمطلق (إن كان من خلال إعادة التموضع للمقاومة أو من خلال الانسحاب الجزئي)، وحده القرار ١٧٠١ هو المقبول شرط أن يُطبّق بكامل مندرجاته ومن الطرفين. أما زيادة عديد الجيش اللبناني في الجنوب فهي من ضمن هذا القرار الأممي، ولم تقف المقاومة يوماً في وجهه، إنما قيادة الجيش هي وحدها الكفيلة بتحديد قدرتها على نشر عناصرها على كامل الأراضي اللبنانية، والجنوب ضمناً.
حتماً لن يكون المطلب الدولي بفصل الجبهات منصوصاً عليه في الورقة الفرنسية، إنما وفق مصادر سياسية لموقع “لبنان الكبير” فإن مجرد إدراج وقف إطلاق النار في الجنوب كبند أول، من الطبيعي أن يُسجل الثنائي الشيعي ملاحظة استطرادية حول التوقيت، وهي الاستعداد لوقف القتال في الجنوب ولكن بعد وقف الحرب على غزة.
وعليه، فإن الفرنسي يتحرك لكي يبقى على قيد الحياة السياسية اللبنانية، إنما الحراك الحدودي الجدي تبدأ مؤشراته مع وصول آموس هوكشتاين الى بيروت، وحينئذ تكون المفاوضات في غزة قد سلكت مسار الهدنة، فتتوقف الجبهة جنوباً وتنطلق المفاوضات السياسية حول الحدود وآلية تطبيق القرار ١٧٠١. أما ما يجري حالياً فيبقى تقطيعاً للوقت، إن حدودياً أو رئاسياً، الى حين انتهاء التسوية الاقليمية.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير