كم دقيقة ستفصل سكان الأرض عن الفناء في حال اندلعت حرب نووية عالمية؟
تزايدت المخاوف من خطر نشوب حرب نووية في الآونة الأخيرة مع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في مناطق متعددة حول العالم.
ومع تصاعد التوترات بين الدول الكبرى وزيادة الانتشار النووي في مناطق الصراع، يتزايد القلق بشأن احتمالية استخدام هذه الأسلحة المدمرة، فيما تتباين التصريحات والتحركات السياسية بين محاولات تهدئة التوترات ودعوات لتعزيز التسلح النووي، مما يعزز الحاجة الملحة للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات جادة للحد من هذا الخطر العالمي المتنامي.
في هذا السياق، كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية عن سيناريو الحرب النووية الشاملة الوارد في كتاب الصحافية آني جاكوبسن “الحرب النووية: سيناريو”.
الكتاب يعتمد خطا سرديا خياليا، إلا أنه مبني على عشرات المقابلات التي أجرتها أو وثقتها الكاتبة، فضلا عن الوثائق التي باتت متاحة للعموم حديثا.
ووفقا للتحليل الذي أجرته “بوليتيكو” للكتاب، ستدمر الحرب النووية إذا ما قامت العالم خلال 72 دقيقة فقط.
ابتداء من كوريا الشمالية
أما السيناريو الذي تقترحه الكاتبة فيبدأ من كوريا الشمالية، التي سيطلق زعيمها صاروخا باليستيا نوويا على واشنطن وآخر من غواصة باتجاه كاليفورنيا.
أجهزة الإنذار في البيت الأبيض ستفعل، وسيكون أمام الرئيس الأمريكي ست دقائق لاتخاذ قرار الرد.
ترد الولايات المتحدة بصواريخ نووية تستهدف كوريا الشمالية، ستحلق بالضرورة من فوق روسيا، التي ستعتبر الأمر اعتداء عليها وبالتالي ستشن ضربتها على الولايات المتحدة. كل هذا سيحدث خلال دقائق لن تسمح لرئيسي البلدين بالتواصل.
ومن خلال تبادل المقذوفات النووية، ستتمكن ثلاث دول فقط خلال فترة قياسية مدتها 72 دقيقة من تدمير العالم وقتل المليارات، سواء بالقصف أو بالتسمم النووي أو بالجوع إذا ما تبقى أحد على قيد الحياة على كرة أرضية محرومة من الشمس والماس والهواء النقي.
وترى جاكوبسن أن “جزءاً من الحقيقة المرعبة بشأن الحرب النووية، أو إذا حدث تبادل نووي، هو الساعة الزمنية المجنونة التي تم وضعها على كل شيء منذ لحظة اكتشاف الإطلاق النووي. إضافة إلى حقيقة أن الرئيس لديه 6 دقائق فقط، وهذا هو الوقت العصيب لاتخاذ هذا القرار، ما يوضح مدى جنون الحقيقة حول تطور السيناريو، وعدم القدرة على التنبؤ به”.
كما تعتبر أن “الغواصات هي أكثر فتكاً في مثل هذه السيناريوهات حتى إنها تسمى خادمات نهاية العالم”، لافتة إلى أن “الغواصات الروسية والصينية يمكنها التسلل إلى مسافة بضع مئات من الأميال فقط من الساحل الشرقي والغربي للولايات المتحدة”.
دمار البشرية
يأتي الكتاب، أو السيناريو المرعب، في وقت تشهد فيه الدولتان اللتان تمتلكان أكبر الترسانات النووية في العالم، الولايات المتحدة وروسيا، خلافا حادا وعنيفا في أوكرانيا، أدى ببعض المراقبين إلى القول بأن الصدام بين القوتين النوويتين اللدودتين بات حتميا.
تقول جاكوبسن إن سيناريو الكتاب بني على 46 مقابلة، جرى تحليلها بدقة وبطرق علمية للوصول إلى أكثر السيناريوهات منطقية.
وأضافت أن الهدف من كتابها هو تثقيف الرئيس الأمريكي، الذي قد لا يكون على علم بأماكن ومنشآت تصنيع الأسلحة النووية أو آلياتها أو الإشراف على إنتاجها، لكنه هو المسؤول عن قرار إشعال فتيل الحرب النووية.
يشار إلى أن دراسات عدة كانت توصلت من قبل إلى سيناريوهات مخيفة لما قد يبدو عليه العالم في حال نشوب حرب نووية، جميعها تتفق على أمر واحد، هو دمار البشرية.
المصدر :وكالات