بعد حادثة مطعم “بشارة الخوري”: هل قوارير الغاز آمنة؟
لم يحتفل لبنان أمس بعيد العمال، الذي تزامن وحادثة أليمة ذهب ضحيتها 9 أشخاص، أثناء بحثهم عن لقمة العيش.
الضحايا الذين كانوا يعملون في مطعم “pizza secret” في بشارة الخوري، كتب لهم القدر أن يقضوا نتيجة تسرّب الغاز واشتعال حريق في المكان.
ورجَّح وزير الداخلية والبلديات، أن يكون الضحايا قد لقوا مصرعهم نتيجة الاختناق، مؤكداً أنَّ الأدلة الجنائية ستُجري تحقيقها لكشف ملابسات الحادثة، والقضاء حتمًا سيظهر الجهة المسؤولة.
وفي تقرير بثّته قناة “الجديد” أمس، سردت تفاصيل جديدة عن حادثة إنفجار المطعم.
وذكرت القناة إلى أنه تم ختم المطعم بالشّمع الأحمر بناء لإشارة من النيابة العامة الإستئنافية، فيما تتكثف التحقيقات للتأكد مما إذا كانت شروط السلامة العامة متوافرة في المكان، ولمعرفة ما إذا كانت هناك تراخيص رسمية تُبيح إستخدام هذا المرفق كمطعم.
وكشفت “الجديد” أنَّ المطعم لم يكن يتضمن مخرجاً للطوارئ كما أنه لم تتوفر داخله أي إجراءات وقائية من الحرائق مثل أجهزة إطفاء أو إنذار.
المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة كان قد أوقف من جهته صاحب المطعم، ووضع حراسة على أحد العمّال المصابين، بعدما نُقل إلى أحد المستشفيات.
إلى ذلك أكّد رئيس شعبة العلاقات العامة في فوج إطفاء بيروت علي نجم لـ”النهار” أن “الغاز الذي تسرّب وعبق في المكان بشكل كبير، ثم تعرّض لشعلة نار أدّى إلى اندلاع الحريق في المكان”.
ونفى “صحة المعلومة التي تشير إلى انفجار قارورة الغاز. فلو حصل ذلك لكنّا شهدنا انهياراً لجزء من المبنى نتيجة عصف الانفجار وقوته”.
وكان فوج الإطفاء قد عمل على إخراج 4 قوارير غاز، ثلاث منها فارغة، وواحدة ممتلئة، تمّ تنفيسها في الخارج، بالإضافة إلى قارورة أخرى ممتلئة كانت موجودة في الخارج.
في السياق، أوضح رئيس نقابة العاملين والموزّعين في قطاع الغاز ومستلزماته فريد زينون أنّه ينتظر نتائج التحقيقات، مشيراً إلى أنّ “الصيانة الدائمة والمستمرّة يجب أن تكون متوفّرة في كلّ المطاعم والفنادق والمستشفيات التي تستخدم الغاز”.
ودعا إلى “التأكّد من سلامة الساعة و”النبريش” و”المواسير”، لأن أيّ تسرّب للغاز قد يؤدّي إلى انفجار مثل ما حصل بالأمس في بشارة الخوري”.
وأشار زينون في أحاديث مختلفة أجراها مع وسائل الإعلام، إلى أهمية “وجود إطفائيّات تُركّب في السقف فوق قوارير الغاز في الأماكن التي يكون فيها استخدام للغاز، لأنّ هذه الإطفائيّات تعمل تلقائياً عند تخطّي الحرارة الـ60 درجة في المكان”.
ويشرح زينون أن “انفجار قارورة الغاز لا يحصل إلا في حال وصول الحرارة إلى 1200 درجة (في حال كانت القارورة مقفلة وممتلئة)، وما حصل في المطعم محيّر وغامض. فعند وصول العاملَين لتسليم الغاز، قام أحدهما بتنزيل قارورتين جديدتين، وما إن أدخل أوّل قارورة حتى انفجر المكان. ما حصل كان غريباً، وفي انتظار الرواية الرسمية. أتمنى على الناس توخّي الحذر. وعند شمّ رائحة الغاز يجب إطفاء الأجهزة الكهربائية وفتح النوافذ، لأنه عند “تقليع” الثلاجة أو وجود “Resistance” أو حتى حمل هاتف محمول، فإن ذبذبات تصدر، ومن شأنها أن تُشعل النّار”.
وحول سلامة قوارير الغاز الموجودة في لبنان، أكّد زينون أن “العمل على استبدال القوارير القديمة ما زال جارياً منذ صدور القرار حفاظاً على السلامة العامة. وبالأرقام، تمّ استبدال نحو 5 ملايين ونصف المليون قارورة غاز، ونعمل اليوم على استبدال نحو مليون ونصف المليون قارورة قديمة بأخرى جديدة في الأسواق، خصوصاً أننا شهدنا إدخال نحو مليون قارورة غاز قديمة مع النازحين السوريين. وكلّ القوارير القديمة تُتلف في إحدى الشركات، لأنها لم تعد صالحة للاستعمال”.
وعملاً بمبدأ السلامة العامة وصحّة المواطنين، يتمنّى النقيب على وزير الداخلية إصدار تعميمٍ، يطلب إلى فوج الإطفاء والدفاع المدني الكشف على جميع المطاعم والفنادق والمستشفيات، التي تستخدم الغاز، للتأكد من سلامتها بهدف حماية المواطنين والأملاك العامة وتفادياً لأي كارثة أخرى.
هنا لبنان