هل بدأ الحزب فعلاً يخسر تأييد بيئته ؟

لا قلق من الدمار… البيئة الشيعية “متماسكة” في الحرب

 

 

في ظل دخول الحرب شهرها السابع، والدمار الهائل الذي حل بالقرى الحدودية، لا يزال الحديث لدى القوى السياسية المعارضة لـ “حزب الله” يدور حول إدخاله لبنان في حرب لا علاقة له بها، وجلبه القتل والدمار والويلات للبلد عموماً وبيئته الحاضنة خصوصاً. ويوحي المعارضون بأن هناك حالة تململ لدى أهل الجنوب من الحرب، وسط انتشار حملات مثل “الشيعة ضد الحرب”. فهل بدأ الحزب فعلاً يخسر تأييد بيئته بسبب الانخراط في الحرب؟

لا يمكن فعلياً احصاء جميع الأصوات الشيعية، ولا الجنوبية، ولكن يمكن استقصاء الجو العام لهذه الفئة، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يبدو أن هناك رأياً عاماً شيعياً ينقلب على الحزب، بل على العكس يزهو الناشطون بالشهداء في سبيل حماية البلد، ويهللون لأي ضربة نوعية تنفذها المقاومة، ويسخرون من تهديدات العدو الاسرائيلي تجاه الجنوب ولبنان، وفي الوقت نفسه يتمنون أن تنتهي هذه الحرب… هكذا يبدو المشهد على مواقع التواصل عموماً.

ويقول مصدر مطلع في الثنائي الشيعي في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “ان الجو العام لدى بيئة المقاومة، هو تأييد للقيادة وقراراتها، والجدير بالذكر أن المقاومة ليست حزب الله وحده، بل هناك حركة أمل أيضاً، بالاضافة الى فصائل أخرى، بعضها ليس شيعياً. وعلى الرغم من أن الجميع يتمنون أن تنتهي هذه الحرب بل ربما كانوا يفضلون أن لا تندلع، وهذا منطق الانسان العاقل، إلا أنهم يؤيدون قيادتهم، ومقتنعون بفكرة أن عدم نصرة غزة كان سيؤدي إلى حرب أوسع بكثير على لبنان، وأن ما تقوم به المقاومة هو ردع حقيقي للعدوان الاسرائيلي، بغض النظر عن الدمار هنا أو هناك. المهم هو أن اسرائيل لا تستطيع فرض أجندتها على لبنان، ولا يمكنها احتلال أراضيه، بل وتحسب له حساباً ألف مرة، بعدما كانت تقول انها تستطيع احتلاله بفرقتها الموسيقية”.

ومن جهة الخسائر المادية والبشرية، يشير المصدر إلى أن “البيئة الحاضنة تعرف الاجرام الاسرائيلي جيداً، فهي خبزته وعجنته منذ 1948، ولم يكن هناك في حينه لا حزب الله ولا أمل، واعتدى العدو على القرى الجنوبية عشرات المرات. وفي الحروب السابقة دمرت الآلة الحربية الاسرائيلية وقتلت الكثير، لا سيما في حرب تموز 2006، اذ ألحقت اسرائيل دماراً كبيراً بلبنان، وارتكبت المجازر، ولكن هل تمكنت من احتلال شبر واحد منه؟ كلا، لقد كانت تلك الحرب انتصاراً ساحقاً للمقاومة، وما يحاول البعض تسويقه غباء، لجهة المقارنة بالدمار وعدد الضحايا، فاسرائيل تمتلك أحد أقوى الجيوش في المنطقة، وقدرة تدميرية هائلة، عدا عن استعمالها أسلوب العقاب الجماعي لمحاولة الانتصار في الحروب، أي عبر قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين كي ينقلبوا على المقاتلين الذين يحمونهم، وبالتالي من الغباء المقارنة مع حرب تموز في عدد الضحايا والتدمير”.

ويضيف: “من الواضح اليوم أن اسرائيل مرتدعة، تحاول أن تتجنب الهجمات العشوائية كي لا تلقى ضرباً مماثلاً، تدمر البيوت على القرى الحدودية من أجل مكتسب استراتيجي عسكري، لا من أجل قتل المدنيين، ليس لأنها تحفظ حقوق الانسان، ولكن لأنها تعلم أن الرد سيكون قاسياً، وهي في كل مرة استهدفت مدنيين خلال هذه الحرب، تعرضت لردود قاسية جداً، وبالتالي هي مرتدعة، وبيئة المقاومة تعرف ذلك جيداً، وتعرف أيضاً أن اسرائيل مهما دمرت فالمقاومة ستعيد البناء، كما حصل في حرب تموز، ولذلك لا أحد من هذه البيئة يخاف على ما دمر، بل يتمنى فقط انتهاء الحرب كي يعود إلى أرضه المتعلق بها قلباً وروحاً”.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة