سكان شمال إسرائيل يترقبون حرباً مع «حزب الله»
يترقب سكان شمال إسرائيل حرباً شاملة محتملة مع «حزب الله»، حيث بدأوا الاستعداد لها، على وقع تواصل تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن جندي سابق، خدم في لبنان قبل سنوات، قوله إنه يستعد للانضمام مرة أخرى إلى الجيش لقتال الحزب نفسه، إذا تحول القصف على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة مع أقوى حليف إقليمي لإيران. وقال إن القوات الإسرائيلية ستواجه هذه المرة أصعب تحديات يمكن تخيلها في القتال. وقال هاريل (50 عاماً) لـ«رويترز»: «توجد أفخاخ في كل مكان… يخرج أشخاص فجأة من الأنفاق. على المرء أن يظل في حالة تأهب دائماً، وإلا سيموت». ويعيش هاريل في حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، التي تقع ضمن النطاق الذي يمكن لأسلحة «حزب الله» الوصول إليه.
وحثّ رئيس بلدية حيفا السكان في الآونة الأخيرة على تخزين مواد غذائية وأدوية بسبب تزايد خطر تطور الأمر إلى حرب شاملة. واضطر نحو 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل إلى مغادرة منازلهم في أول عملية إجلاء جماعي في المنطقة. وعلى الجانب الآخر من الحدود، نزح نحو 90 ألفاً في لبنان بسبب الضربات الإسرائيلية. وقال إيال حولاتا، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، إن إسرائيل يجب أن تعلن عن موعد في الأشهر القليلة المقبلة يمكن فيه للمدنيين الإسرائيليين النازحين العودة، إما بمواجهة «حزب الله» بشكل فعال لتقليص الضربات، أو خوض حرب شاملة. وأضاف: «لا يمكن أن يكون الإسرائيليون منفيين في بلدهم. هذا لا يمكن أن يحدث. إنها مسؤولية قوات الدفاع الإسرائيلية أن تدافع عن المدنيين».
وقال أساف أوريون، وهو ضابط إسرائيلي متقاعد، لـ«رويترز»، إن هناك احتمالاً متزايداً لاندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»، إما بسبب تصعيد غير مخطط له في الاشتباكات، أو بسبب نفاد صبر إسرائيل، مع عدم قدرة مواطنيها على العودة إلى ديارهم. وأضاف أوريون أن شدة القصف في أي حرب يمكن أن تكون أكبر بـ10 أمثال مما يحدث في غزة. وأوضح: «الأضرار ستكون هائلة… سيبدو القتال في غزة وكأنه لا شيء، مقارنة بهذا المستوى من القتال».
وانتقل مئات من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى المدينة، وقال كثيرون إن حرباً أخرى قد تكون السبيل الوحيدة للعودة إلى ديارهم. وقال أساف هيسد (35 عاماً)، الذي كان يعيش في تجمع سكني على بعد كيلومترين من الحدود، إن أمام الجيش مهلة حتى سبتمبر (أيلول) لإجبار «حزب الله» على التراجع، وإلا سينتقل السكان إلى أماكن أخرى. وأوضح: «علينا أن نتخذ قريباً قراراً بشأن المكان الذي سنعيش فيه، لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو لفترة أطول».
إلى ذلك، تواصل تبادل إطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق 4 صواريخ موجهة باتجاه مستعمرة المطلة، فيما أعلن «حزب الله» بعد الظهر أنه استهدف دبابة ميركافا إسرائيلية داخل موقع المطلة، «ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط أفراد طاقمها بين قتيل وجريح». كما استهدف «تموضعاً لجنود إسرائيليين خلف الشادر العسكري داخل موقع المطلة بالصواريخ الموجهة، وأصابوه إصابة مباشرة، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح».
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة العديسة القريبة، كما على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بصاروخين جو – أرض. وشنّت الطائرات الحربية غارة على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت مبنى في البلدة، دمّر جزئياً. وألحقت الغارة أضراراً كبيرة في مجمع يضم محالاً تجارية، إضافة إلى أضرار جسيمة في عدد من السيارات.
الشرق الاوسط