ما الذي يجمع بين أيمن نور المصري ووّهاب اللبناني؟

أيمن نور ووئام وهاب يقودان المعارضة السعودية الجديدة.

في مشهد سوريالي يبين كيف أنّ هذه المنطقة العربية معقدة المصالح وأنها على بعد سنوات ضوئية في بعض المواقف من التحليل البريء لأحداث تظهر فجأة. انتعشت في الأسابيع الماضية بورصة التداول في الشأن السعودي المحلي من قبل بعض الثوريين والسياسيين العرب.

انتعاش في بعض الأحيان له أسباب مفهومة وفي أحيان أخرى لا تفهم أسبابه، لكن زوار لبنان أو ساكنيه كان لهم المساهمة الكبرى في الأسابيع الماضية إما في تنظيم ودعم مؤتمرات خارجية تناقش الوضع السعودي الداخلي، أو في تغريدات ضد مسيرة ولي العهد السعودي…

أيمن نور المعارض المصري الشهير وأحد أبرز مالكي العلاقات بالغرب والشرق وساكن لبنان الشهير سابقاً والمتردد عليه في السنوات الأخيرة أصبح مستشاراً لمركز الحقوق والبحوث العربية آرك (ARRC) الذي يرأس مجلس إدارته عبد الله نجل الداعية السعودي الشهير سلمان العودة…

نشط نور في الأسابيع الأخيرة في حشد الدعم لمؤتمر يقيمه العودة في واشنطن قريباً للمطالبة بالديمقراطية في السعودية وانضم لنور في هذا الحشد قطبيّ ما يسمى الربيع العربي، توكل كرمان والمنصف المرزوقي.

شهدت الأسابيع الأخيرة نشاطاً محموماً في أوساط غربية خصوصاً من نور وكرمان لمساعدة ما يطلق عليه المعارضة السعودية في تنظيم مؤتمر جالب للانتباه، وبما أن منصة “أكس” أصبحت الساحة الرئيسية للتداول العربي في الشأن السعودي، فقد غرّد أيمن نور ملمحاً إلى وفاة الملك سلمان قبل أيام عند دخوله المستشفى لفحوصات في نفس الوقت الذي غرّد فيه السياسي اللبناني وئام وهاب منتقداً الوضع الداخلي السعودي بعنف ومطالباً بتفاصيل تخص الشعب السعودي، فلماذا اجتمع أقطاب الربيع العربي ومعارضيه الاشداء في فترة زمنية واحدة على قيادة حملة انتقاد ضد الحكومة السعودية؟ ولماذا عادت الوجوه البارزة للربيع العربي لتمسك بيد المعارضة السعودية وتعرفها على الأوساط الدولية المؤثرة؟ من يقول إنّ السعودية بلا أخطاء منافق، ومن يقول إن السعودية ليست الدولة الأبرز سياسياً واقتصادياً في المنطقة حالياً، وإن محمد بن سلمان ليس قائداً استثنائياً لا يريد أن يشاهد الحقيقة الواضحة.. هناك مصادفات كبرى في منطقة لا تعرف المصادفات..

ولن يغيّر هذه الحقيقة لا مؤتمر المصري ولا تغريدة اللبناني..


زياد عيتاني- اساس

مقالات ذات صلة