ما علاقة أدوية فقدان الوزن بضعف الأداء الجنسي لدى الرجال؟

أبلغ عدد من الرجال على موقع “رديت” عن ضعف في الأداء الجنسي بعد تناول عقار “أوزيمبيك” وغيره من عقاقير إنقاص الوزن الرائجة.

وتتضمن قوائم السلامة المدرجة مع الأدوية تحذيرا من أن العجز الجنسي قد يكون أحد الآثار الجانبية، ولكن الارتباط المحتمل لم يُدرس على نطاق واسع.

وفوجئ العديد من الرجال بتداعيات العلاج على الأداء الجنسي لديهم، ولجأوا إلى سؤال زملائهم على موقع “رديت” للحصول على المشورة حول كيفية التغلب على الآثار الجانبية.

وقال أحدهم “أتناول ‘أوزيمبيك’ منذ ثلاثة أشهر. وانخفض مستوى الأداء الجنسي بسرعة كبيرة. هل شهد أي شخص آخر تجربة مماثلة؟”. وقال شاب آخر عمره 23 عاما، كان يتناول عقار “سيماغلوتايد” (العنصر النشط في “ويغوفي” و”أوزيمبيك”) لمدة خمسة أسابيع، إنه لم يعان من الضعف الجنسي سابقا، وصار يعاني من ذلك الآن.

وقال آخر “إن تناول ‘أوزيمبيك’ أسبوعيا يؤدي إلى فقدان الانتصاب تماما. ووصف الطبيب الفياغرا، ولم ينجح الأمر على الإطلاق. وتوقفت عن تناول ‘أوزيمبيك’ بمفردي، وتحسن الأداء الجنسي بعد ثلاثة أسابيع”.

وتصدر عقار “أوزيمبيك” عناوين الأخبار التي تحدثت عن نجاح من يتلقونه في فقدان الوزن وتحسين السيطرة على سكر الدم، منهم طبيب كتبه لمرضاه ثم استعمله ليفقد 12 كيلوغراما.

وكان موقع إنسايدر التقى طبيبا قال إنه يصف “أوزيمبيك” للمرضى، مشيرا إلى أنه فقد أيضًا 25 رطلاً (حوالي 11.5 كيلوغرام) من خلال تناوله بنفسه.

ووفقا لموقع “دراغز ” فإن “أوزيمبيك” هو الاسم التجاري لعقار اسمه العلمي “سيماغلوتيد”.

ووجدت دراسة أجريت هذا العام أن واحدا من كل 75 رجلا يتناولون أدوية فقدان الوزن عانى من العجز الجنسي.

وأظهر عدد قليل من الدراسات أن الرجال الذين يتناولون عقاقير فقدان الوزن كانوا أكثر عرضة لانخفاض هرمون التستوستيرون، ما أثار حيرة الأطباء، لأن فقدان الوزن ينظم عادة مستويات التستوستيرون.

وقالت الدكتورة شونا ليفي، أخصائية السمنة في جامعة تولين، إن التأثير الجانبي “غير متوقع” لأن فقدان الدهون يؤدي أيضا إلى انخفاض مستويات هرمون الأستروجين (الهرمون الجنسي الأنثوي) لدى الرجال.

وأضافت “أنا لا أنكر حدوث ذلك، لكن ينبغي توضيحه”.

ولطالما ارتبط فقدان الوزن بزيادة مستويات هرمون التستوستيرون، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن فقدان الوزن يمكن أن يحسن مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال البدناء في منتصف العمر بنسبة 50 في المئة تقريبا.

ونادرا ما يسبب انخفاض هرمون التستوستيرون في حد ذاته الضعف الجنسي، والذي يمكن أن يعزى في الكثير من الأحيان إلى مشاكل صحية أخرى، مثل تصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكوليسترول.

لكن هرمون التستوستيرون يؤثر على الرغبة الجنسية، ويمكن أن يؤدي انخفاض مستوياته إلى انخفاض الرغبة الجنسية، ما يؤدي إلى الضعف الجنسي.

وتؤثر السمنة على الأداء الجنسي تأثيرا سلبيا كبيرا، وهذا ما قد أوجدته دراسة أشارت إلى أن ضعف الانتصاب الناتج عن السمنة أكثر وأقوى من ضعف الانتصاب الناتج عن الشيخوخة، والسبب في ذلك يعود إلى أن السمنة تؤدي إلى مشكلات تضعف الانتصاب، مثل عدم توازن الهرمونات في الجسم والخلل في مقاومة الأنسولين والخمول البدني، والإصابة بمجموعة من الأمراض ذات التأثير السلبي على الانتصاب، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري وخلل شحوم الدم.

الضعف الجنسي لدى الرجال له أشكال

كما أن التعرض لعوامل نفسية تحدّ من الثقة بالنفس يُضعف الرغبة الجنسية.

وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30 كليوغراما لكل متر مربع من مساحة الجسم يزيد من الاختلال الوظيفي الجنسي عند الرجال بثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال الآخرين.

وتؤدي السمنة إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون وتؤثر على الأنسجة المختلفة في منطقة ما تحت المهاد والأنسجة المحيطة بها، وهذا يؤدي إلى ارتفاع تركيزات الدهون في الدم، وإفراز الأديبوكينات من الخلايا الشحمية المتضخمة، وزيادة الاستجابات الالتهابية بسبب تسلل الخلايا المناعية إلى الأنسجة الدهنية.

وهذه التغيرات جميعها في الجسم تولد استجابة التهابية في منطقة ما تحت المهاد مركز التحكم في عملية التمثيل الغذائي والتكاثر، وهذا يؤدي إلى إحداث خلل في أنظمة الغدد الصماء العصبية، مسببًا خللا في إفراز هرمون مواجهة الغدد التناسلية المرتبط بمقاومة اللبتين، والذي يقلل مستويات هرمون التستوستيرون، وهذا أحد أسباب الضعف الجنسي.

وواجه 30 مليون رجل داخل الولايات المتحدة شكلا من أشكال الضعف الجنسي، لاسيما ضعف الانتصاب، في مرحلة ما.

وتحدد دراسة حديثة نشرها الموقع الطبي “هيلث لاين” أن الضعف الجنسي لدى الرجال له أشكال، أكثرها وضوحا هو ضعف الانتصاب أو الحفاظ عليه، كما أن انخفاضا في الرغبة الجنسية يصنف كحالة من الضعف الجنسي أيضا.

 

ويشير الخبراء إلى أن الضعف الجنسي هو مشكلة عاطفية أو جسدية أو مزيج من الاثنين. والأسباب الجسدية للضعف الجنسي أكثر شيوعًا عند الرجال الأكبر سنًا، أما بالنسبة إلى الرجال الأصغر سنا فعادةً ما تكون المشكلات العاطفية هي السبب وراء الضعف الجنسي، وقد ترتبط هذه الحالة ببعض الأمراض أو الحالات الصحية التي تعوق تدفق الدم إلى القضيب، مثل ارتفاع ضغط الدم والاضطراب الهرموني والاكتئاب والسكري.

وتزيد السمنة خطر الإصابة بعدد من الأمراض منها الضعف الجنسي، لاسيما وأن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكري وتصلب الشرايين، وجميعها حالات يمكن أن تسبب الضعف الجنسي من تلقاء نفسها.

لذلك فإن فقدان الوزن يعد إحدى أفضل الطرق لعلاج الضعف الجنسي، لاسيما إذا كانت الحالة مرتبطة بضعف الانتصاب. ويذكر الموقع المعني بالصحة أن أكثر من 30 في المئة من الرجال الذين شاركوا في الدراسة نجحوا في استعادة الوظيفة الجنسية بشكل طبيعي بعد إنقاص أوزانهم. وأشارت الدراسة إلى أن الخطة لم تقتصر على الريجيم فحسب، وإنما استهدفت علاج الالتهابات التي تبين أنها سبب يؤثر على الصحة الجنسية لدى الرجال.

وبحسب الموقع فإن القائمين على الدراسة لم يلجأوا إلى الأدوية أو الجراحة لإنقاص الوزن، بينما خفض الرجال المشاركون في الدراسة معدل السعرات الحرارية اليومية إلى 300 سعر حراري فقط، وزادوا نشاطهم البدني الأسبوعي.

مقالات ذات صلة