جعجع وباسيل في “ملف النازحين” والمزايدات الشعبية : بَيّي أقوى من بَيَّك!

مَن يواكب أجواء معراب والبيّاضة في الأيام الأخيرة سيلتمس التنازع المؤلم وحدّة الخطاب بين كوادر الطرفين والبيئات الشعبية الدائرة في فلك كل منهما، حيال من سيكون رأس حربة في مواجهة الخطر على كيانيّة المجتمع المسيحي، نتيجة النزوح السوري وتداعياته، كما يحرص كل من الطرفين على عدم الانهزام أمام الآخر. فاللحظة تاريخية لا تقتصر على إعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم فقط، بل يريد كل منهما أنّ يكون الأقوى في هذه المواجهة.

أكثر من ذلك، وعلى قاعدة “بَيّي أقوى من بَيَّك”، يتوقع المراقبون، ان نشهد بداية مرحلة طويلة من الكباش القاسي بين النائب جبران باسيل والدكتور سمير جعجع بحيث لا يريد أيّ طرفٍ منهما أنّ يكون ضعيفاّ لئلّا يتحوّل الى “كبش محرقة” امام معضلة النزوح الشائكة، التي باتت محور سجالات ومزايدات سياسية بين الطرفين في مقاربة هذا الملف، دون الاتجاه الى استثمار طاقة باسيل وجعجع المحليّة والدوليّة يداً بيدّ، كي تُحّل بطريقة علميّة ومنطقيّة، بالمتابعة والمثابرة بدءاً بالسياسة ولاحقاً بكل الإجراءات الإداريّة والأمنيّة التي تؤخذ على الأرض.

والمُلاحظ في هذا الملف، أنّهُ حتى الساعة جميع الطروحات تتداخل فيها السياسة لتحرفها عن مسارها، من مطلب لبناني محق وأساسي الى مطلب فئوي يستعمل في النكايات السياسية، فتتحول الأمور إلى مزايدات شعبوية، في وقت، كان التحرك على المستوى الرسمي خجولا جداً وتُرك بطبيعة الحال مُتفلتاً، بالتالي خلق العديد من الإشكاليّات بين السلطات الرسميّة، فيصُّح القول فيه أنّهُ غائب، ولا يُلامس جزءاً صغيراً من الأزمة.

لكنّ راهناً، وبسحر ساحر، تم فتح ملف النزوح على مصراعيه، وذلك بعد الاحداث الامنيّة الاخيرة التي شهدتها المناطق اللبنانية وادت الى اضطرابات واعتداءات، لا سيما بعد “جريمة جبيل” التي راح ضحيتها المسؤول القوّاتي باسكال سليمان على يد سوريين، حيث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أخذ على عاتقه معالجة هذا الملف، مع الاوروبيين في المؤتمر الثامن للنازحين السوريين في بروكسل .

اخبار اليوم

مقالات ذات صلة