باسيل “يغازل” بري من جزين: هل يمكن اقناع جبران بتبديل نظرته من “فرنجية”؟
باسيل “يغازل” بري من جزين ومع رئيس “لا يكون عدواً لأي طرف”
لم يكن تفصيلاً مشهد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في منزل النائب السابق في جزين ابرهيم عازار في دلالة على ترميم العلاقة بين باسيل والرئيس نبيه بري اللذين ينحوان بهدوء لنزع العوائق وتذليل الخلافات بينهما، ولو انهما لا يتفقان على رؤية واحدة في انتخابات الرئاسة ما دام المرشح سليمان فرنجية يحظى بتأييد كتلتي حركة “أمل” و”حزب الله” ولا يتراجع عن ترشيحه وتأكيده الاستمرار في خوض السباق الرئاسي من على منبر بكركي في الاسبوع الفائت للرد على ما يخشاه من الافرقاء المشاركين الذين يحضّرون لوثيقة سياسية تحت مظلة البطريرك بشارة الراعي، فيصيب مضمونها اذا صدرت “تيار المردة” في وقت يرتفع منسوب الخلافات بين “التيار” و”القوات اللبنانية”.
وفي لحظة ترقّب ما ستنتهي اليه قناة التواصل بين رئيس المجلس وباسيل، لا يبدو من السهولة بعد كل ما ردده الثاني حيال فرنجية التراجع عن موقفه الرافض لترشيح الرجل وما اطلقه في حقه من احكام ليس اقلها انه غير مؤهل لادارة المنصب الاول في البلاد. وسبق له (باسيل) ان اشار الى موقفه هذا من دون قفازات على مسمع السيد حسن نصرالله قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.
والى جانب “الثنائي” الذي فشل حتى الآن في تقريب المسافات البعيدة بين باسيل وفرنجية، ينشط سياسيون من مسيحيين وغيرهم في المحاولة نفسها من دون تحقيق اي تبديل في رؤية رئيس “التيار”. هذا ما يقوله صديق مشترك بينهما وهو سياسي ووزير سابق يتقن فن تدوير الزوايا وقد حاول مرات اقناع باسيل لتبديل نظرته من فرنجية ولم يفلح.
وقبل ان تجري مفاتحة باسيل قبل ايام بمحاولة اعادة تقييمه لرئيس “تيار المردة” يسارع الى فتح هاتفه على تصريح لفرنجية “لا ينفك فيه عن مهاجمتي”. ولم ينسَ انصار الرئيس عون الى اليوم كيف كان يتم تناول زعيمهم بصفات قاسية يطلقها فرنجية. ويقول السياسي المتحمس لانتخاب فرنجية ان “من غير المنطق استمراره في ممارسة الهجوم على النواب العونيين وان يطلب منهم في الوقت نفسه الاقتراع له”. وينقل عن باسيل ان لا مبرر للخلافات بين الافرقاء والتفرج على انهيار البلد ومؤسساته، وان في مقدور المسيحيين ان يكونوا عاملا للجمع في العائلة اللبنانية ولكن ليس الى حد الذوبان. واذا لم يتفق مع بري على اسم فرنجية يمكن الوصول الى اسم آخر “لا يكون عدواً لأي طرف”.
لذلك يفضل باسيل بين رفضه ترشيح فرنجية واعتراض تكتله عليه والاستدارة التي يسلكها حيال بري بغية تعزيز “المساحة المشتركة” بين الرجلين، تخطي الكثير من الحواجز حيث يجمعهما عدم التلاقي مع فريق اساسي في البلد يمثله رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع، وان في امكان رئيس المجلس وباسيل ان يتفقا على الكثير من النقاط اقله في قضايا ومشاريع عدة في البرلمان الذي يتحضر لجلسة تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية بعد غد الخميس.
وبالعودة الى محطة باسيل في جزين وما جرّته من “آلام” على “التيار” والحركة في الانتخابات الاخيرة، يشدد باسيل على مسمع عازار على ضرورة عدم الوقوع في الاخطاء السابقة التي كلفتهما خسارة ثلاثة مقاعد نيابية في القضاء. ويظهر ان باسيل يريد فتح صفحة نيابية جديدة من الجنوب بالذات، ولو انه من المبكر بعد الدخول في هذا الاستحقاق قبل سنتين من موعده. ولا يخفي اشادته بمناقبية ابن الراحل سمير عازار وأخلاقياته في لعبة التنافس الانتخابية، ولم يكن ينقصه إلا القول انه اخطأ في ترشيحه النائب السابق زياد أسود.
اما بالنسبة الى بري فهو يتعاطى بايجابية مع الرسائل التي تصله من باسيل و”القناة الدافئة” بواسطة النائب غسان عطاالله الذي يتحدث عن “ايجابيات” في زياراته الى عين التينة ومد الجسور معها بطريقة تختلف عن السابق “وترميم” بعض المسائل التي كانت تُفهم من الطرفين بطريقة خاطئة، فضلا عن بناء عناصر من الثقة حيال قضايا عدة وتخطي الفتنة في اكثر من حادث.
ويتم التطلع الى الامور، بحسب عطاالله، من مكان مسؤول، خصوصا بعد حرب غزة والتطورات في المنطقة، وان تحسين الوضع في الداخل يتطلب مثل هذه الجهود، ومن الضروري التوجه الى من تختلف معه ليتلاقى اللبنانيون حول امكان التوصل الى حل للفراغ الرئاسي وتعبئة الشغور ومحاولة ايجاد مخارج لأزمة النازحين السوريين وعودتهم الى بلدهم.
واذا كان من المبكر الدخول في تحالفات انتخابات 2026 قبل انتخاب رئيس للجمهورية، الملف الذي يقلق بري وسائر الكتل التي اثبتت انها غير قادرة على اتمام هذه العملية من دون تدخل خارجي رغم ما تبذله المجموعة “الخماسية” التي سيحطّ رؤساء بعثاتها في بيروت اليوم عند بري المنهمك بمتابعة تطورات الاوضاع في الجنوب الذي يتصدر اهتمامات اجندته.
رضوان عقيل – النهار