إليك ما تحتاج معرفته إن كنت تعاني الملاحقة عبر الإنترنت

مع تفاقم مشكلة المضايقة عبر الإنترنت حول العالم، تقدم لك مؤسسة “ريفيوج” الخيرية المعنية بالعنف الأسري بعض النصائح كي تحمي نفسك من المطاردة الإلكترونية

ملخص

المستخدمون الذين يعتمدون على التطبيقات الرقمية الخاصة بالمواعدة هم عرضة للمطاردة الإلكترونية المتنامية وإساءة المعاملة والإيذاء بسبب جوانب خطرة تنطوي عليها الأداة ذاتها التي يستعينون بها، من قبيل إعدادات الموقع، وخصوصية البيانات، وعلى نطاق أوسع، الإفراط في مشاركة المحتوى

في عالم اليوم، ليست المواعدة عبر الإنترنت موصومة بأي عار. في الواقع، يسعنا القول إنها صارت تشكل القاعدة وليس الاستثناء. العوامل التي تجذبك جلية: أولاً، هناك عملية تصفية لا يشوبها إحراج على ما يبدو تعتمد على الانجذاب الجسدي المتبادل، باستخدام صور مختارة بعناية كمعايير. بعد ذلك، تكون هناك فرصة لتقييم الشخصية من خلال المراسلة، من دون الحاجة إلى أن تكون آسراً على الفور كما هو الحال في التفاعل وجهاً لوجه.

غالباً ما يكون الانخراط في المواعدة عبر الإنترنت أكثر أماناً من طرق المواعدة التقليدية. ويُنظر إليه بشكل خاص على أنه أكثر أماناً من مقابلة الغرباء في الحانات، بخاصة بالنسبة للنساء. وعلى رغم أنها قد تقدم بالفعل مستوى معيناً من الأمان، إلا أنها لا تخلو من الأخطار.

كانت هذه هي حال ديان، وهي ناجية شجاعة يساعدها فريق “ريفيوج” Refuge المتخصص في الإساءات الناجمة عن التكنولوجيا والتمكين المالي عقب مواجهتها محنة مروعة من التلاعب والخداع. ما بدأ في البداية كعلاقة عبر الإنترنت قبل ست سنوات تحول تدريجاً إلى حالة من السلوك المسيطر، حيث تولى شريكها السلطة على مواردها المالية تحت ستار دعمها له.

أنشأ شريكها حساباً مالياً مشتركاً بينه وبينها وتولى إدارة أموالها واضعاً حدوداً لحجم إنفاقها، ما ترتب عنه قيود مالية وعقبات شخصية على ديان. ومع مرور الوقت، اشتدت سيطرته عليها، إذ فرض قيوداً تحد من إمكانية حصولها على المستلزمات الضرورية، وضيق الخناق على استقلاليتها. ومع استمرار تفاقم الوضع، وصل الأمر في النهاية إلى نقطة حرجة حيث اختفى شريكها فجأة لتكتشف أنه كان يعيش حياة مزدوجة. هذا الكشف جعل ديان تدرك المدى الحقيقي لتلاعبه وسيطرته عليها.

في الواقع، توفر شبكة الإنترنت فرصاً، ولكنها تفرض تحديات أيضاً. إذا كان من السهل نسبياً العثور على شخص يعجبك شكله باستخدام أحد التطبيقات الرقمية، إلا أنه قد يكون من الصعب بنفس القدر التعامل مع الاهتمام غير المرغوب فيه. للأسف، يرفض البعض قبول الرفض ويلجؤون إلى إجراءات متطرفة للسيطرة على الحياة الخاصة لشخص ما، وهي ظاهرة أصبحت شائعة جداً بمساعدة التكنولوجيا.

والحقيقة أن المستخدمين الذين يعتمدون على التطبيقات الرقمية الخاصة بالمواعدة عرضة للمطاردة الإلكترونية المتنامية وإساءة المعاملة والإيذاء بسبب جوانب خطرة تنطوي عليها الأداة ذاتها التي يستعينون بها، من قبيل إعدادات الموقع، وخصوصية البيانات، وعلى نطاق أوسع، الإفراط في مشاركة المحتوى. وفق استطلاع عالمي نهضت به أخيراً الشركة المتخصصة بالأمن السيبراني “كاسبرسكاي”، يقول نحو ربع المستخدمين إنهم تعرضوا لشكل من أشكال المطاردة الإلكترونية من شخص كانوا يواعدونه حديثاً.

وليس مستغرباً القول إن النساء أكثر عرضة لمواجهة أحد أشكال العنف أو سوء المعاملة مقارنة مع الرجال (42 في المئة للنساء في مقابل 36 في المئة للرجال). ولكن تختلف أنواع الإساءة: 16 في المئة من المشاركين في الاستطلاع وصلتهم رسائل إلكترونية أو نصية غير مرغوب فيها، وربما الأمر الأكثر مدعاة للقلق هو أنه اُلتقط لـ 13 في المئة منهم مقاطع مسجلة أو صوراً فوتوغرافية من دون موافقتهم.

كما أقر 10 في المئة بأنهم تعرضوا لتتبع أماكن وجودهم، واختراق حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني. حتى أن بعض المشاركين أكدوا أنهم اكتشفوا وجود برامج تجسس مثبتة على أجهزتهم من دون موافقتهم، تسمح للأشخاص الذين يلاحقونهم إلكترونياً بتعقبهم في أي وقت.

في الشهر الماضي وحده، ألقي القبض على رجل ثلاث مرات في غضون خمسة أيام بتهمة مطاردة نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت في عروضها الغنائية المباشرة وكذلك في منزلها في أميركا. بدأ تسلسل الأحداث عندما تواصل الشخص مع المغنية مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم بعث إلى الشركة التي تتولى إدارة أعمالها سيلاً من الإيميلات والخطابات والرسائل المباشرة التهديدية والتطفلية.

“هل يمكنني إخبارك سراً؟” Can I Tell You a Secret? ، السلسلة التي تعرضها منصة “نتفليكس” من إنتاج [صانع الوثائقيات البريطاني الأميركي] لوي ثيرو، وثقت واحدة من أكبر حالات المطاردة الإلكترونية التي شوهدت على الإطلاق في المملكة المتحدة. يسرد الوثائقي قصة ماثيو هاردي الذي أُدين في عام 2011 بتهديده ومضايقته مجموعة من النساء عبر الإنترنت طوال سنتين من الزمن، إضافة إلى إنشائه مئات الحسابات المزيفة عبر الإنترنت واستخدامها لإرسال رسائل وصور إلى ضحاياه.

تطرقنا إلى مثالين بارزين اثنين. ولكن برمجيات المراقبة والتجسس “ستوكروير” Stalkerware، التي تعتبر الشكل الأكثر شيوعاً للمطاردة عبر الإنترنت، تمثل مشكلة متنامية في مختلف أنحاء العالم. وفي عام 2023، كشفت بيانات بحثية أن 31 ألفاً و31 شخصاً حول العالم قد واجهوا المطاردة عبر الإنترنت، بزيادة سنوية نسبتها 6 في المئة تقريباً في عدد المستخدمين المتضررين في عام 2022.

وتتألف برمجيات الملاحقة الإلكترونية من أدوات عدة متاحة مجاناً من بينها البرامج والتطبيقات الرقمية والأجهزة التي تسمح للمستخدمين بأن يتتبعوا خلسة الشؤون الخاصة بشخص آخر عبر أجهزتهم المحمولة، وعادة ما تتخفى برامج الملاحقة وراء ستار تطبيقات رقمية مشروعة الغرض منها مكافحة السرقة أو الرقابة الأبوية. وفي الغالب، لا تظهر برامج التجسس “ستوكروير” في قائمة التطبيقات الرقمية المثبتة في إعدادات الهاتف، لذا يكون من الصعب اكتشافها.

اندبندنت

مقالات ذات صلة