أخطاء مأساوية: نتنياهو فوّت فرصتين لصفقة تبادل.. السنوار عاد إلى مطالبه

قالت صحيفة “يديعوت أحرونت” الإسرائيلية الجمعة، إن إسرائيل أهدرت فرصتين لعقد هدنى وصفقة تبادل مع حركة “حماس”، فيما رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار يريد الصفقة.

السنوار أراد الصفقة!
وذكر المحلل السياسي في الصحيفة ناحوم برنياع أن هناك “إجماعاً لدى المئات من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك ومجلس الأمن القومي، الذين يعملون منذ نصف عام في قضية الأسرى الإسرائيليين، على أن السنوار يريد اتفاقاً لتبادل الأسرى”.

وأضاف أن السنوار يريد الاتفاق بشروطه، وهو “لم يغير شروطه منذ شهور. ومقترح حماس الأخير الذي قُدم إلى إسرائيل كان ضمن الشروط نفسها. والسنوار لم يشدد مطالبه، وإنما يتمسك بها. وهذه شروط يصعب استيعابها، لكن حالياً لا توجد حقائق أخرى متوفرة”.

وأشار برنياع إلى أنه يصعب فهم منطق الحملة الإسرائيلية في هذه الأيام تحت عنوان “حماس لا تريد صفقة”. وأضاف “يبدو كأن الموساد ورئيسه دافيد برنياع، يقفون خلف هذه الحملة. لكن في أيامنا لا يمكن استبعاد أن هذا سوء فهم، إخراج الأمور عن سياقها بالخطأ”.

وتساءل: “ما جدوى إهدار وقت ثمين لرئيس الموساد ورئيس الشاباك ولواء في الاحتياط (فريق المفاوضات) ومئات العاملين، إذا كان الجانب الثاني لا يريد صفقة”.

أخطاء مأساوية
وحسب برنياع، أهدرت إسرائيل مرتين فرصة لجعل حماس تلين مواقفها. المرة الأولى كانت خلال العمل على الصفقة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. في حينه تم تنفيذ تبادل أسرى. “وكان السنوار بحاجة ماسة للوقود والدواء والغذاء. ووافق على تحرير مخطوفين (إضافة للرهائن الذين تم الإفراج عنهم). وعندما رأى أنه ينقصه مخطوفين كي يستوفي شروط الصفقة وطلب تغييرها، فرض الجانب الإسرائيلي فيتو”.

ورأى أن “هذا كان خطأً مأساوياً. وأولئك الذي اتخذوا القرار في جانبنا لم يعتقدوا أنهم يحكمون على الباقين والباقيات نصف عام من الجحيم، وربما الموت”.

وأضاف أن “الفرصة الثانية كانت في شباط/فبراير، في ذروة السيطرة الإسرائيلية في خانيونس. وأمسكت إسرائيل بيدها ورقة مساومة مهمة. وكانت حماس مستعدة للتراجع عن شرطها بانسحاب إسرائيلي فوري من القطاع كله، لكنها أصرت على تقسيم القطاع وعودة السكان إلى الشمال”.

وخلص إلى القول أن “الجيش الإسرائيلي فرض الفيتو وتمسك بنيامين نتنياهو به وتبدد الاحتمال. والجيش الإسرائيلي مستعد الآن للتنازل عن التقسيم والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى الشمال، لكن السنوار عاد إلى أجندته الأصلية”.

استمرار الاحتجاجات
يأتي ذلك في وقت تتابع عائلات أسرى ونشطاء إسرائيليين تحركاتهم للضغط على كابينت الحرب لإنجاز صفقة تبادل. وأغلق المحتجون مساء الجمعة، شارع 1 الرئيس باتجاه مدينة القدس المحتلة للمطالبة بصفقة تبادل أسرى.

ورفعت عائلات الأسرى والمتظاهرين خلال احتجاجهم لافتات ضد مماطلة وإهمال الحكومة الإسرائيلية بخصوص صفقة تبادل الأسرى، كما قاموا بإشعال براميل كتبت عليها شعارات تنتقد سياسة الحكومة وسط الشارع.

وجاء في بيان صادر عن العائلات أن “رئيس الحكومة وجّه للجمهور صفعات لن ينساها أبداً. فقد قرر وحكومته التخلي عن أحبائنا، لقد فشل وخرب الصفقات وفضل شريكيه المتطرفين سموتريتش وبن غفير على حياة أحبائنا”.

وأضافت “طالما أن مواطني إسرائيل محتجزون لدى حماس، فإن الحكومة الإسرائيلية لن تتمتع بالحرية ولا حتى في عيد الفصح”.

المدن

مقالات ذات صلة