هل تردّ إسرائيل بهجوم واسع وعلني على إيران؟
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين وغربيين الإثنين، أن إسرائيل قد ترد على الهجوم الإيراني اليوم. وقالت مصادر الصحيفة إن “الرد سيكون سريعا”.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن إسرائيل والولايات المتحدة تتدارسان حاليا كيفية الرد على “الوضع الاستراتيجي الجديد” الناجم عن الهجوم الإيراني المباشر وغير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية.
كابينت الحرب
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بانتهاء المداولات المكثفة التي عقدها كابينت الحرب الإسرائيلي لبحث سبل وإمكانية الرد على الهجوم الإيراني، على أن تُستأنف الثلاثاء، فيما استدعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة يائير لبيد، ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب “تيكفا حداشا” جدعون ساعر، الى إحاطة أمنية في مقر وزارة الدفاع.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الاثنين، أن واشنطن لا تريد أن ترى أي تصعيد في الأعمال العدائية مع إيران. وقال: “لا نريد تصعيداً لكننا سنواصل الدفاع عن إسرائيل وحماية طواقمنا في المنطقة”.
نجاح أميركي
وشددت التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية الاثنين، على أن اعتراض مئات الصواريخ والطائرات المسيرة في الهجوم الإيراني على إسرائيل، كان نجاحاً للولايات المتحدة بالأساس وليس لإسرائيل. وطالب محللون بألا ترد إسرائيل بهجوم واسع وعلني ضد إيران.
وقال محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” رونين بيرغمان إن كابينت الحرب كان يعتزم الرد على الهجوم الإيراني “خلال ساعتين” بهجوم “كبير جداً”. ورغم أن إسرائيل لم تشن هجوماً كهذا إلا أن “هذا لا يعني أنها لن ترد. لكن في الوقت الذي لا تزال تتعالى فيه في الكابينت الموسع، أصوات مؤيدة لرد عسكري مباشر وعلني، من الواضح أنه كلما مرّ الوقت يجب أن يكون هذا الرد مقلصاً أكثر، في حال شنّه أصلاً”.
وأشار إلى أن إيران نجحت في أمرين: التسبب بأجواء هستيرية لدى الجمهور الإسرائيلي وحتى قبل أن تطلق رصاصة واحدة، والانتقام لاغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني، في استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق. واعتبر أن إيران فشلت في محاولة التسبب بأضرار ومحاولة تفكيك التحالف الدولي وتعميق الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة. في المقابل، “فشلت إسرائيل في توقع نتائج الاغتيال في دمشق، وكذلك بعدم الإدراك والاستعداد بأن إيران تشكل تهديداً كبيراً على إسرائيل وليس في المجال النووي فقط”.
ورأى أن “بإمكان إيران القول إنها حققت هدفها، وإسرائيل لم تتعرض لضرر كبيرة وبإمكانها التباهي بإنجازات سلاحها الجوي. والجميع راضون، وبالإمكان إغلاق هذه الجولة والتقدم إلى الأمام”.
خيارات إسرائيل
من جهته، رأى يعكوف عامي درور الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والذي ترأس لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، أن هناك خيارين أمام إسرائيل: إما الرد داخل الأراضي الإيرانية، وإما التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية داخل مدينة رفح واستكمال العمليات العسكرية في المنطقة الوسطى من قطاع غزة.
وأضاف لموقع “واللاه”، أنه “من ناحية نظرية، بإمكاننا أن ننفذ الخيارين معاً، لكن من ناحية عملية فإسرائيل دولة صغيرة وليس بإمكانها تجاهل الواقع الدولي”، مشيراً إلى أن “مراعاة الاعتبارات الدولية تكتسب أهمية كبيرة في ظل استعداد تل أبيب لمواجهة لا ترغب فيها مع حزب الله”.
أما الجنرال يعكوف إنجل، الذي سبق أن شغل أيضاً منصب رئيس مجلس الأمن القومي، فرأى أنه يتحتم على إسرائيل مهاجمة إيران نفسها واستهداف القواعد التي انطلقت منها الصواريخ والمسيّرات وضرب المنشآت النووية ومرافق الطاقة الإيرانية، من دون أن يسبّب ذلك ارتفاع أسعار الطاقة في السوق الدولي.
وفي تصريحات لموقع “واللاه”، توقع انجل أن يكون الرد الإسرائيلي “محدوداً بفعل الضغوط الأميركية”، محذراً من الخضوع لمطالب واشنطن بعدم الرد على الهجوم الإيراني.
المدن