جعجع كسب الجولة وسجّل هدفا في مرمى منتقديه… من دون اي مسايرة او مواربة!
اتسم خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في وداع منسق القوات في منطقة جبيل باسكال سليمان امس، بكثير من العقلانية والهدوء، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. فبكلماته المدروسة ومواقفه العقلانية، أبعد عنه كل تهم اللعب على وتر الفتنة، التي ساقها ضده في الايام الماضية، الفريق الممانع في لبنان ووسائل إعلامه.
الا ان ذلك لم يكن على حساب وضع الاصبع على الجرح، والتصويب على مكمن الداء، من دون اي مسايرة او مواربة.
جعجع اكد ان “مواجهتنا مستمرة مع جميع اللبنانيين الشرفاء الأحرار حتى الوصول “لهون بالتحديد”، كي لا نتعرض كل 5 او 10 سنوات الى حرب جديدة، وكي لا نعد نخجل بجواز سفرنا اللبناني امام العالم، كي لا نبقى “موسومين” ببلد الإرهاب والكبتاغون، كي لا تستمر عمليّات الاغتيال والقتل والخطف كما حصل مع باسكال”.
اردف: “مواجهتنا مستمرة كي يصبح لدينا حدود معروفة ومحروسة ومضبوطة “مش إنّو سيّارة مجرمين، معن جثّة إنسان، تقدر بهالبساطة تقطع بين لبنان وسوريا”. كي ننجح، اذا اردنا ديمقراطيا، تغيير سلطة فاشلة فاسدة، رمتنا في آخر طابق من جهنّم، بدلا من بقائها “قاعدي عا قلوب اللبنانيي” بفعل وهج السلاح غير الشرعي والتعطيل وضرب الدستور. كي ننجح في كشف الحقيقة في جريمة بحجم “جريمة المرفأ”، أو اغتيال لقمان سليم والياس الحصروني وباسكال سليمان، وكي ينال المجرمون عقابهم الذي يستحقونه ويكونوا عبرة لـ”كلّ حدا بيفكّر يمدّ إيدو عا لبناني”. كي نستطيع عند مطالبنا بالحقيقة الا نُتّهم بإفتعال الفتن فنتحوّل بمنطق اللامنطق من ضحية الى قاتل، ومن مغدور الى عابث بالسلم الأهلي. وكي يبقى قرارنا بيدنا، “مش نوُعا بيوم من الإيام، متل ما صاير هلق، ونلاقي حالنا بحرب إلا اوّل ما إلا آخر، بقرار مدري من مين ومن وين جرّ ورح يجر علينا” أكثر وأكثر الويل والخراب الذي لبنان بغنى عنه ولا مصلحة له به”.
من دون ان يسمي حزب الله مرة اذا، تتابع المصادر، أشّر رئيس القوات الى الاسباب التي اوصلت الى اغتيال سليمان ولمّح ايضا الى الجهات المسؤولة عن مقتله.
حتى في مسألة النازحين السوريين، خلا خطاب جعجع من اي تحريض، وهو لم يأت حتى على ذكرهم في الكلمة، في موقف يدل على انه، في نظر معراب، ليس هؤلاء مسؤولين اساسيين في جريمة تصفية سليمان. ولقطع اي طريق على الفتن، قال: المواجهة مستمرة… مواجهتنا ليست للأخذ بالثأر او ردة فعل او مواجهة طائفية او مناطقية او عرقية، بل هي من أجل الانتقال من الواقع المرير، المؤلم، المجرم، الفاشل الذي نعيش فيه منذ سنوات، الى الواقع الجديد المرتجى.
كسب جعجع والقوات اذا، بعد مراسم دفن سليمان، جولة على خصومهم ومنتقديهم، تختم المصادر.
المركزية