أمام اغتيال سياسي موصوف: خطابان لـ “القوات” والحبر واحد

متابعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أنهم قتلوا المخطوف أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، ونقلوا جثته إلى سوريا.

رواية رسمية أولية للجيش اللبناني حول خطف منسق منطقة جبيل في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان الذي يبدو واضحاً أنه قُتل بدم بارد على يد عصابة وينسف رمي جثته في الداخل السوري فرضية القتل بدافع السرقة والمال. خطاب أثار زوبعة من ردود الفعل والشجب والإدانة بين مناصري “القوات” الذين عمد بعضهم إلى قطع الطرق والتعرض لبعض السوريين تعبيراً عن غضبهم جراء مقتل رفيقهم الحزبي وهو ما استدعى من الدائرة الاعلامية لـ “القوات” إصدار بيان دعت فيه إلى الخروج من الشارع وضبط النفس وانتظار الانتهاء من التحقيقات، ومن السياسيين والحزبيين من كل الأطراف على السواء، خصوصاً وأن أحوال البلاد والعباد سياسياً تغلي فوق صفيح ساخن يمتد من غزة ويمرُّ عبر الإقليم ولا ينتهي في لبنان.

بعيداً من الرواية الرسمية لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني، لا شك في أن حزب “القوات” يضع جريمة مقتل سليمان في خانة الاستهداف السياسي. في هذا السياق، يقول مسؤول جهاز التواصل والإعلام في “القوات” شارل جبور لـ “لبنان الكبير”: “إنَّ ما حصل هو جريمة سياسية بامتياز وهي ليست شخصية، بل جريمة ذات إعداد سياسي حصلت عن سابق تصور وتصميم بخلفية وتحضير سياسيين أي أننا أمام اغتيال سياسي موصوف”.

وعن الخطوات القواتية المقبلة على الصعيدين السياسي والقانوني، يضيف جبور: “نحن اليوم في حزن ونريد أن نلاقي شهيدنا ونودعه وبعد ذلك لكل حادث حديث”، مختتماً بالقول: “الرسالة وصلت”.

في المقابل، هناك خطاب قواتي آخر يعتبر أكثر هدوءاً أمام هول الجريمة التي طالت قيادياً حزبياً في وضح النهار وفي خضم حالة الغليان التي تثير الحزبيين والمناصرين. في هذا السياق، قال مصدر سياسي في “القوات” لـ “لبنان الكبير”: “إنَّ القوات بانتظار التحقيقات الرسمية ورئيس الحزب سمير جعجع يميل إلى التعقل والحكمة وهو ما عبّر عنه في بيان الدائرة الاعلامية للحزب”.

يضيف المصدر: “أنا شخصياً ضد أي مظهر عنفي وتشفي من الأبرياء، وأنا مع تعاليم المسيح الذي يدعو إلى عدم مبادلة الشر بالشر فالطبيعة تنقي نفسها بنفسها ويجب الايمان بعدالة السماء”. ويتابع: “هناك قياديون في الحزب عاطفيون يتأثرون باللحظة ولا يعبّرون بالضرورة عن موقف جعجع”.

بين الروايات الرسمية والحسابات السياسية وتالياً الخيارات المرتقبة قانونياً وحزبياً، يُخشى على الصعيد الوطني وخصوصاً السيادي من عودة مسلسل الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية لغايات مصلحية في نفوس محاور الشر التي تتربص بلبنان الدولة والكيان والرسالة.

عاصم عبد الرحمن- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة