السعوديّة “تُحاصر” السُّنة… و”الإسلاميّون” يَكسرون “الفيتو”: الى المقاومة در!
مع دخول عملية طوفان الاقصى شهرها السابع، لا تزال الساحة السنية في لبنان تعيش الصراع نفسه والتضارب بين مشروعين:
– الاول: مع فلسطين والقضية الفلسطينية وفصائل المقاومة وحماس والجهاد الاسلامي ودعمها حتى الطلقة الاخيرة والرمق الاخير.
– الثاني: المشروع الاميركي- العربي- الخليجي، الذي يدعو الى التطبيع مع الكيان الغاصب، والى رمي البندقية وتسويق ما يسمى “حل الدولتين”.
ووفق اوساط سنية واسعة الإطلاع على ما يجري، لم “يتحرر” السنة في لبنان، خصوصاً ممن يجدون انفسهم اقرب الى الرياض من جهة وبدرجة اقل الى القاهرة، من الضغوطات التي تمارسها السعودية ومصر لمنع سُنة لبنان من “ركوب موجة” طوفان الاقصى، او الانخراط بأي شكل من الاشكال في محور المقاومة الذي تقوده ايران وحزب الله وسوريا، ويشارك فيه كل فصائل المقاومة في العراق وانصار الله في اليمن.
وفي حين ينشط تيار “المستقبل” على الساحة السنية في المجال الاجتماعي والخدماتي مناطقياً، حيث لم يكن بالزخم نفسه قبل تعليق رئيسه سعد الحريري العمل السياسي منذ عامين تقريباً، تؤكد الاوساط نفسها ان عودة الحريري على اعتبار انه يمثل “الاعتدال السني”، لم تكن بعيدة عن الرغبة السعودية بمنع انخراط السنة في التضامن مع غزة وحماس، وكذلك حصار “الحالة الاسلامية”، التي عادت الى العمل المسلح كالـ”الجماعة الاسلامية”.
في المقابل، تواظب على المواكبة والتضامن مع فسطين كل من “جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية” (“الاحباش”)، “تيار الكرامة” والنائب فيصل كرامي، حزب “الاتحاد” ورئيسه النائب حسن مراد ووالده الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وكذلك “التنظيم الشعبي الناصري”، وعدد من القوى الاسلامية الطرابلسية كآل يكن و”جبهة العمل الاسلامي”، والبيروتية كـ “حركة الامة” ممثلة بالشيخ عبد الله جبري الذي يكمل نهج والده الراحل عبد الناصر جبري، الى الشيخ ماهر حمود و”تجمع علماء المقاومة”، وعدد كبير من العلماء السنة المنضوين في “تجمع العلماء المسلمين” برئاسة الشيخ حسان عبد الله.
ومع اعلان “الجماعة الاسلامية” انخراطها في العمل العسكري المقاوم، وسقوط عدد من الشهداء لها على ارض الجنوب في إطار معركة الدفاع عن فلسطين وغزة، ارتفعت وتيرة الضغوط على السنة في لبنان لا سيما الاسلاميين منهم، وفي مقدمتهم “الجماعة” للخروج من ساحة العمل المقاوم.
وفي الاسبوعين الماضيين تكثفت الحملات السياسية الداخلية من عدد من القوى، ومنهم عدد من نواب بيروت، على “الجماعة” بعد ظهور مسلح فردي لها في منطقة الطريق الجديدة خلال تشييع شهيد، ما دفع “الجماعة” وامينها العام الشيخ محمد طقوس، وخلال إفطار رمضاني اقامته “الجماعة” منذ ايام لأكثر من 80 شخصية اعلامية ، ويمثلون عشرات وسائل الاعلام محلية وعربية ومنها “الديار”، الى تأكيد ان الظهور المسلح ليس مقصوداً وغير موجه لأحد، وان “الجماعة” ليست من هواة “الزواريب” الداخلية، وسلاحها موجه الى العدو الصهيوني ولنصرة فلسطين وغزة.
كما أكد طقوش ان “الجماعة” ليس جزءاً من اي محور خارجي او داخلي، وانها ليست طارئة على العمل المقاوم والمسلح، وانها لا يمكن ان تقف على الحياد اسلامياً وانسانياً، ولا يمكن ان تقف متفرجة امام هول المجازر في غزة. كما أكد طقوش على العلاقة الجيدة مع حماس ومع حزب الله، حيث عزى وفد من الحزب برئاسة رئيس مجلسه السياسي السيد ابراهيم امين السيد طقوش و”الجماعة” بسقوط اشهداء الثلاثة اخيراً في العرقوب. كما أكد طقوش الانفتاح على مختلف المكونات اللبنانية وانه مع الحوار والتلاقي.
ووفق الاوساط نفسها، فإن خروج “الجماعة الاسلامية” على “الفيتو” السعودي لتحجيم الاسلاميين السنة في لبنان، ومنعهم من التحرك خارج إطار “العباءة السعودية”، والتي تحيط بدار الفتوى ومفتي المناطق وعدد كبير من المشايخ السنة، يُعرّض “الجماعة” لمزيد من الحصار الداخلي والحملات من حلفاء السعودية من جهة، كما يعرض “الجماعة” من جهة ثانية لاخطار امنية كبيرة لانخراطها في العمل المقاوم، مع تخصيص الاعلام الصهيوني مساحات من الهواء لتسليط الضوء على العمل العسكري لـ”الجماعة”. كما تفيد الاوساط عن وجود معطيات امنية بوجود خطر وتهديدات امنية صهيونية بالاغتيال تطال كوادر “الجماعة” وامينها العام الشيخ محمد طقوش بالتحديد.
ومع انكفاء تيار “المستقبل” عن العودة الكاملة والعلنية وبشكل مكثف الى الساحة السنية، بما يضمن عودة استقطاب كل الفاعليات السنية الدينية والسياسية والاجتماعية والمتمولين، تسجل الاوساط وفي تقاطع معلومات، محاولة سعودية قامت بها الرياض عبر السفير وليد البخاري، الذي زار معراب اكثر من مرة خارج الاعلام قبل مغادرته لبنان مع بداية شهر رمضان المبارك، وتمثلت بإحياء التحالف الانتخابي بين “القوات” ورئيسها سمير جعجع وعدد من القوى السنية في بقايا تحالف 14 آذار، وعدد من النواب السابقين الذين يدورون في فلك “المستقبل”، بينما حاذر العديد من القوى السنية البيروتية التجاوب مع مساع جعجع والسعودية لاسباب سنية بحتة، ولعدم اغضاب الشارع البيروتي المتعاطف مع غزة، رغم عدم وجود تحركات تضامنية سنية وزانة موجهة، وبمواكبة سنية من دار الفتوى تحديداً.
علي ضاحي- الديار