إسرائيل تجمّد اجتياح رفح تحضيراً لجبهة جديدة: هل تستعد لصراعات مستقبلية مع إيران؟
ما الذي يمكن فهمه من الانسحاب الاسرائيلي من جنوب غزة؟ هل هذا يعني غض النظر عن اجتياح رفح أم هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، أم أن إسرائيل تعد العدة لجبهة جديدة؟ سؤال في صلب مقال بموقع “فوربس” الالكتروني.
ووفقاً للمقال، “أكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي الأحد أن القوات الاسرائيلية انسحبت من خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من احتمال تراجع إسرائيل عن غزوها البري لرفح، حيث يقيم أكثر من مليون فلسطيني لجأوا بعد بدء الحرب. وبعد إتمام الانسحاب، لم يبق سوى لواء مشاة واحد وفرقة مدرعة واحدة في غزة. وقال الجيش الاسرائيلي إنه أنهى مهمته في خان يونس وسحب جميع ألوية الجنود المتبقية.
لكن ما هي أبعاد ذلك الانسحاب؟ هل يمثل فترة لتعافي الجنود المنسحبين استعداداً لعمليات مستقبلية؟ قد يعني ذلك أن الجيش يستعد لصراعات مستقبلية مع إيران، التي اتهمت إسرائيل بقصف قنصليتها في دمشق الأسبوع الماضي، أو ربما مع حزب الله، الذي استهدفته إسرائيل بمسيرات السبت. الجيش الاسرائيلي لم يرد على الفور على طلب للتعليق من مجلة فوربس، لكن الصحافيين في وسائل إعلام متعددة أكدوا تحركات القوات والمركبات التي غادرت قطاع غزة الأحد.
وكانت إسرائيل قد سحبت في السابق معظم قواتها من شمال غزة في يناير/كانون الثاني، لكنها واصلت العمليات المستهدفة في المنطقة، بما في ذلك هجوم استمر لأسابيع على مستشفى الشفاء في مدينة غزة وانتهى الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، لشبكة ABC News إنه يعتقد أن الانسحاب يهدف الى توفير الراحة وإعادة تأهيل القوات البرية في غزة، من دون أن يعني ذلك بالضرورة توقع عمليات جديدة.
وفي هذه الأثناء، يعود المفاوضون عن كل من إسرائيل وحماس إلى القاهرة لاستئناف جولة جديدة من المحادثات من أجل وقف إطلاق النار بعد انهيار المحاولات السابقة. ومع انسحاب أعداد كبيرة من القوات من خان يونس، أصبح لدى الجيش الاسرائيلي عدد أقل من القوات الجاهزة للعمل في رفح. وفي مارس/آذار، وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطط لغزو المدينة، لكنه أحجم عن إعطاء القوات الضوء الأخضر لبدء العملية. وحذرت إدارة بايدن نتنياهو باستمرار من العمل في المدينة المحاصرة. لكن رئيس الوزراء أصر على أن الجيش الاسرائيلي سيواصل عملياته وسيدخل رفح، للقضاء على ما تبقى من كتائب حماس، واستعادة الأمن وتحقيق النصر الكامل. ومع ذلك، تسبب قتل الجيش الاسرائيلي لسبعة من عمال الاغاثة، بما في ذلك أميركي واحد، بصدع أكبر في العلاقات بين الحليفين.
وفي حديثه لشبكة ABC الأحد، قال كيربي إن البيت الأبيض يشعر بإحباط متزايد من ممارسات الاسرائيليين على الأرض والخسائر في صفوف المدنيين، ونقل بايدن ذلك إلى نتنياهو في مكالمات هاتفية الأسبوع الماضي.
والتقى المفاوضون الاسرائيليون بممثلي حماس في القاهرة يوم الأحد، إلى جانب وسطاء من قطر والولايات المتحدة بقيادة مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، من دون التوصل الى أي حل. واتهم مسؤولون في حماس الخميس إسرائيل بالتهرب من مفاوضيهم، معتبرين أن المحادثات عالقة في حلقة مفرغة. وفي الوقت نفسه، أكد نتنياهو أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يتم من دون عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وإلى جانب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ضغوطاً متزايدة على المستوى المحلي بحيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الأسبوع الماضي إلى شوارع تل أبيب للحث على استقالته واحتجاجاً على تقاعس الحكومة”.
لبنان الكبير