بورصة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل ترتفع… ورسائل لتحديد مواعيد جديدة للحرب!
فيما ترتفع بورصة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل تارة وتنخفض تارة أخرى في جنوب لبنان، تستمر الحرب على إيقاع تغير قواعد الاشتباك، إذ أظهر الحزب أخيراً قدرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيرة والمتطورة في تطور لافت في مسار المعارك.
كما حاز إعلان الحزب امتلاك «منظومة دفاع جوي» اهتمام سفراء ودبلوماسيين، خصوصاً أن هذه القدرة تنذر، بالنسبة لهم، بتصاعد في مسار المواجهة. في المقابل، يعمل الإسرائيليون على تكريس قواعد جديدة للاشتباك خلاصتها أن أي استهداف من قبل حزب الله لقواعد عسكرية جوية أو استخدام طائرات مسيرة ستقابله تل أبيب بشن عمليات باتجاه البقاع أي على مسافة 100 كلم في العمق اللبناني من الحدود الجنوبية، ليعلن الإسرائيليون استهداف مواقع ومراكز لها صلة بمنظومة الدفاع الجوي للحزب أو بغرف عمليات تشغيل الطائرات المسيرة.
ويعتمد حزب الله في رده على توسيع الاستهداف الإسرائيلي مسارين، الأول هو استهداف القواعد الجوية كقاعدة ميرون أو ثكنة كيلع، والثاني يتمثل في استهداف الجولان، ما يشير بوضوح الى اتساع منضبط للمعارك، لكنه تصاعد متدرج. وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن حزب الله عمل في الفترة الأخيرة على تطوير منظومته للدفاع الجوي، وخصوصاً صواريخ أرض – جو التي يستهدف بها الطائرات، لأن الإسرائيليين تمكنوا من تجاوزها سابقاً عندما أسقط الحزب طائرة مسيرة من نوع هرمز 450، ثم نجح في تطوير صواريخ أسقطت طائرة هرمز 900.
وبينما تقول مصادر عسكرية، إن الصراع بين الجانبين في أحد أشكاله هو صراع عقول، لا تزال التقديرات متضاربة حول كيفية قراءة هذا التطور في مسار العمليات، حيث يعتبر البعض أن التصعيد الإسرائيلي والاستهدافات لقواعد أساسية يأتي لتحقيق أهداف استراتيجية والاستفادة من الظرف القائم لإلحاق أكبر أذى ممكن بمنظومة الحزب العسكرية والبشرية، بالتالي تكون إسرائيل قادرة على فرض شروطها في أي مفاوضات ستأتي مع توقف الحرب والبحث عن مسار دبلوماسي مع لبنان. في المقابل،
تشير بعض المصادر إلى أن اسرائيل تحضر لعملية أوسع ضد حزب الله في لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح، وأن هذه الضربات التي تستهدف مواقع الحزب في الجنوب وتدمير بعض القرى، واستهداف طرق الإمداد، بالإضافة الى استهداف مراكز عمليات في البقاع، لا تنفصل عن استهدافات تطال الحزب ومراكزه وشحنات الأسلحة العائدة له في سورية. ويرى هؤلاء أن الهدف من وراء هذه الضربات هو التمهيد لخوض عملية عسكرية أوسع مع الحزب في المرحلة اللاحقة، وبذلك تكون إسرائيل قد تمكنت من ضرب قدرات الحزب وخطوط إمداده قبل الاشتباك المباشر.
ولا تزال وجهة الحرب غير محسومة، إلا أن الداخل اللبناني متخوف من احتمال حصول تطور وتصعيد على الجبهة، خصوصاً في ظل تواتر معلومات عن ضرب مواعيد للمواجهة، بين من يعتبر أنها ستكون بعد معركة رفح، أو أنها قد تتوسع على ايقاع خوض الإسرائيليين للمعركة في رفح بشكل مفاجئ مع لبنان، ولكن بتوسيع الضربات وليس بالدخول في حرب واسعة.
هنا لا بد من التذكير بأن الإسرائيليين كانوا قد أرسلوا رسائل دبلوماسية للبنان حول مواعيد كثيرة لتوسيع هجومهم، وكان الموعد الأول الذي ضرب هو 15 مارس، فيما وصلت رسائل تحدثت عن 15 أبريل، بينما رسائل أخرى تتحدث عن مهلة حدودها الصيف المقبل.
الجريدة الكويتية