هل من ضغوط “الجماعة”: اعتكافات واستقالات “على مستوى عال”

أصبح الخبر المتعلق بـ”الجماعة الاسلامية” أو “الاخوان المسلمين” في لبنان، الأكثر متابعة، خصوصاً وأنها اتخذت قرارها بالانخراط في المحور الايراني بعد الانتخابات الأخيرة التي حصلت، وشهدت وصول الطرف الايراني الى الحكم بدلاً من الطرف التركي، بحسب مراقبين ومتابعين.

ووفق معلومات “لبنان الكبير”، فإن “الجماعة” شهدت سلسلة من الاستقالات بين كوادرها اثر الانجرار وراء “حزب الله” والتقارب أكثر فأكثر مع المحور الايراني والنظام السوري، والذي لطالما كانت “الجماعة” ضدهما، وموقفها واضح أنها مع الثورة التي قامت في سوريا ضد النظام. حتى أن هناك تقارير تشير الى أن “الجماعة” أرسلت عدداً من مقاتليها الى سوريا للقتال ضد النظام، وأن بعضهم انشق عنها وانخرط في صفوف “جبهة النصرة” سابقاً (هيئة تحرير الشام حالياً)، وآخرون التحقوا بركب تنظيم “داعش”، الا أن هذه التقارير لم تثبت صحتها.

بالعودة الى الاستقالات في صفوف “الجماعة”، والخلافات بين القيادات، وبحسب المعلومات أيضاً، فإن التباين موجود حتى بين القيادة الحالية، ونائب “الجماعة” عماد الحوت، في عدد من الملفات، من رئاسة الجمهورية الى العلاقة مع النظام السوري و”حزب الله”.

إذاً، خلاصة هذه المعلومات أن استقالات شهدتها “الجماعة” على مستوى عالٍ من مسؤوليها بسبب النهج المعتمد مؤخراً.

هذه المعلومات تدحضها “الجماعة” وبقوة، وتعتبر أنها تحمل مغالطات وأموراً غير واقعية، بحسب مصادرها التي تشير لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الجماعة” كانت ملتزمة بخط “المقاومة” قبل تسلم القيادات الجديدة (الأمين العام الشيخ محمد الطقوش)، أي منذ عهد الأمين العام السابق عزام الأيوبي، الذي كان يجلس ويتحاور مع “حزب الله”، كما يقوم الطقوش الآن.

وترى المصادر أيضاً، أن الأيوبي لو كان أميناً عاماً في ظل هذه الظروف، لأتخذ القرار نفسه الذي اتخذه الطقوش في ما يتعلق بالانخراط في الحرب في الجنوب، وتقول: “نحن والحزب في خط المقاومة من زمان، نتلاقى معه في هذه النقطة دائماً، وهذا نهج، أما باقي الأمور، فلا نتلاقى فيها”.

وتنفي كل الكلام عن أن “حزب الله” اخترق “الجماعة” عبر الانتخابات الأخيرة.

وبعد “صلحة” حركة “حماس” والنظام السوري، وإجبار الحركة الفلسطينية “الجماعة” في لبنان على الجلوس مع النظام والتصالح معه برعاية “حزب الله”، توضح المصادر أن “الجماعة لم تتفق مرة مع النظام السوري، وهذه النقطة غير صحيحة، لم تجلس مع النظام، ولو حصل هذا، لكان مناصروها انتفضوا ورفضوا هذه الخطوة”.

وتواصل المصادر حديثها مع “لبنان الكبير” وصولاً الى ملف الاستقالات، وهو الملف الأهم، والذي يشغل بال الجميع، لتنفي أيضاً الأخبار المتناقلة، متسائلة “أين التباين بين القيادات؟ أنا أنقل الصورة من الداخل، ولا وجود لشرخ بهذا الحجم”.

وتضيف: “حصل بعض الخلافات كأي خلافات تحصل داخل الفصيل الواحد، لكن ليس لدرجة الشرخ، ولم تحصل أي استقالات أبداً على صعيد العمل السياسي، حصل اعتكاف لأربعة أو خمسة من الجماعة اثنان منهم من المسؤولين، لكنهم عادوا ومارسوا عملهم الطبيعي، وانتظموا”.

إذاً كخلاصة، وبحسب متابعين ومراقبين، هناك ضغوط على “الجماعة” وكوادرها جراء الانخراط في حرب الجنوب، والانقسامات بدأت تتظهر، لكن بحسب مصادر “الجماعة”، هذا مجرد كلام وافتراء، ويأتي ضمن حملة ممنهجة، يقودها بعض الوسائل الاعلامية.

حسين زياد منصور- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة