كيف هرب الرشيد… وما سبب ادّعاء القاضي عقيقي على اللواء صليبا وسبعة آخرين؟

لا تشكيك قضائيّاً في واقع أنّ صليبا لم يكن مُشارِكاً في عملية “تهريب” الرشيد، ولا مسؤول مقرّ حماية الشخصيات العميد بيار برّاك. لكنّ التسهيلات الممنوحة له سمحت بذلك، وهو ما يُفسّر حَصر مسؤولية صليبا من قبل عقيقي بصرف نفوذ. والدليل على براءة صليبا من تهريب الرشيد، كما يقول قريبون منه، سعيه منذ اللحظة الأولى إلى استعادته وفتح قنوات اتصال، عبر شخصيات لها “مونتها” في سوريا، لتسليمه خلال ساعات قليلة بعدما تمّ التأكّد من دخوله الأراضي السورية، ولأنّ اللواء “ما بيحمِلها”. ويستحيل أن يكون قد غطّى قرار هروبه.

في هذا السياق تفيد معلومات “أساس” من مصادر قضائية أنّ قرار عقيقي ارتكز على تيقّنه من حصول تسهيلات كبيرة خلال “إقامة” الرشيد في مكتب “مرتّب” في حماية الشخصيات مزوّد بكلّ أساليب الراحة، بما في ذلك استقبال زوّاره بشكل دائم وكأنّه في منزله، إضافة إلى أفراد عائلته، وبقاء مُرافِقَين من أمن الدولة معه (كان أمر صليبا بسحبهما بعد توقيفه)، لكنّ زوجة الرشيد طلبت من صليبا إعادتهما لوجود مخاوف حقيقية لديها من إمكان تعرّضه لمحاولة قتل، أو إيذاء نفسه إذا صدر قرار نقله إلى سجن رومية. كما جرى التلاعب ببعض الأدلّة (نزع شريط التلفزيون وكابل الإنترنت في الغرفة…) للإيحاء بعدم وجود تسهيلات للرشيد.

كيف هرب الرشيد؟

أمّا عملية هروب الرشيد فلم تحصل، وفق المصادر، بسبب فتح الرشيد الباب بملعقة صغيرة وتسلّله خلسة إلى خارج باحة مقرّ الشخصيات. كما وَرَد في إفادته أمام الأمن العامّ وأمن الدولة، بل عبر سيّارة صديق له دخل الباحة الداخلية من أجل زيارته، ورَكَنَ سيارته المفيّمة بطريقة سمحت بخروجه من غرفته، غير المقفلة، بشكل عادي بعد انتهاء الزيارة و”تسلّله” إلى السيارة من دون أن يلحظ أحد من العسكر ذلك.

بمطلق الأحوال، يمكن التسليم بأنّ فضيحة داني الرشيد انتهت عند هذا الحدّ مثل كثير من الفضائح، المُشابِهة أو الأفظع منها، التي تستهلك أياماً قليلة من العلك الكلامي من دون أيّ مفعول قانوني يُذكر.

 

مع العلم أنّ معلومات “أساس” تؤكّد أنّ المهندس عبدالله حنا الذي جرى الاعتداء عليه من قبل الرشيد وأفراد عصابته سيتقدّم بدعوى لتمييز قرار رئيسة الهيئة الاتّهامية في البقاع كلنار سماحة التي منعت المحاكمة عن كلّ المتّهمين بعملية الاعتداء، وذلك بعدما اتّهمتهم قاضية التحقيق في البقاع أماني سلامة بتشكيل عصابة أشرار ومحاولة قتل حنا، واتّهمت الرشيد بتكليف ملهم مطر بالاعتداء عليه.

اساس

مقالات ذات صلة