مخاوف جدية من حرب موسعة على لبنان بعد رفح… والقرار النهائي ايراني!
قرار اجتياح رفح اتُخذ. القرار اسرائيلي- أميركي مشترك بعدما تفاهم الطرفان على الخطوط العريضة لطريقة خوض المعركة، فلاقى احدهما الآخر عند منتصف الطريق. اصلا منذ البداية لم تكن واشنطن تعارض العملية العسكرية الكبيرة على رفح اذ ان كل ما يعنيها كان تفادي ابادة جماعية في ظل الاعداد الهائلة للنازحين المتواجدين فيها. اذ لا ينقص الرئيس الاميركي جو بايدن مزيدا من الاحراج لدعمه الحرب الاسرائيلية على غزة عشية الانتخابات الرئاسية التي لا يبدو فيها مرتاحا تماما بمواجهة خصمه اللدود دونالد ترامب.
بالخطة المتفق عليها، ستراعي تل ابيب الى حد كبير هواجس واشنطن بما يتعلق بضمان امن المدنيين العزل وذلك من خلال تركيز عملياتها على مناطق تواجد عناصر “حماس”. وتشير المعلومات الى ان الخطة تلحظ قصفا جويا مكثفا لمراكز محسوم انه يتواجد فيها عناصر الحركة وان يكون الاجتياح البري مقتصرا على شوارع رئيسية واخرى محددة وان يكون التركيز على عمليات امنية خاطفة كل ذلك في مهلة زمنية لا تتجاوز اسابيع معدودة.
“حماس” باتت في جو هذه الخطة وتستعد لمواجهة لا تبدو ابدا لصالحها لان سقوطها في رفح سيعني عمليا تصعضعها بالكامل، فهي وان اثبتت انها لا تزال تتواجد في مناطق يفترض ان اسرائيل مشطتها وانهت العمليات العسكرية فيها، الا ان ذلك لا يعني انها انتصرت بالحرب وان المحور الذي يدعمها هو الآخر محور منتصر!
وعلى ضوء كل المعطيات السابقة، تتنامى المخاوف الرسمية اللبنانية كما الدولية من حسم اسرائيل قرار توسيع المواجهات على جبهة لبنان ومن اجتياح بري جنوبا لمحاولة دفع حزب الله مجددا الى منطقة شمالي الليطاني، على ان يتم ذلك بعد الانتهاء من رفح. اذ تشير مصادر واسعة الاطلاع الى ان “اسرائيل التي يبدو محسوما انها ذاهبة الى النهاية في حربها على “حماس” رغم الفاتورة الباهظة جدا التي تدفعها وحتى رغم الضغوط الدولية الكبرى التي تتعرض لها، لن تقبل بأن يبقى الوضع شمالي الاراضي المحتلة على ما هو عليه اي ان تبقى قوة “الرضوان” التابعة لحزب الله على مرمى حجر من المستوطنات التي يرفض سكانها العودة اليها في ظل الوضع الميداني الراهن. اضف ان الخشية من تكرار “طوفان الاقصى” على شكل سيناريو اشد خطورة على امن الكيان، تجعل العدو يعتبر الا مفر من المواجهة الكبيرة مع حزب الله خاصة وانه والمجتمع الاسرائيلي اصلا في حالة حرب منذ ٧ تشرين الاول وبالتالي من الافضل مواصلة هذه الحرب حتى تحقيق اهداف تل ابيب الاستراتيجية والكبرى لا وقف الحرب فيما المخاطر التي تتهددها على حالها”.
وبحسب المعلومات، فالمرجح ان تعطي اسرائيل فرصة اخيرة للاميركيين بعد الانتهاء من رفح بمحاولة لاقناع الحزب بالتراجع “حبيا” الى شمال الليطاني ولو تم ذلك باطار صفقة كبرى تلحظ بنودا اخرى منها انسحاب اسرائيل من اراض تحتلها، ولكن اذا فشلت هذه المحاولة تكون عندها الخطط للتعامل عسكريا مع الوضع اللبناني جاهزة للتنفيذ.
ويبقى القرار النهائي في هذا الاطار ايرانيا. اذ سيكون على طهران ان تُقيّم بعد عملية رفح وضع “حماس” والمشهد بكليته. فاذا اكتشفت ان هناك خسارة كبيرة مني بها المحور فهي قد تدفع الحزب الى المواجهة الكبرى التي ظل يتجنبها طوال الفترة الماضية، اما اذا نجح الوسطاء بصياغة تسوية في المنطقة على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب” واخذت طهران حصة وازنة بعملية ترسيم المنطقة، يكون لبنان تجنب تجرع الكأس المرة.
بولا اسطيح- الكلمة اونلاين