الداخل اللبناني “مغيّب” ويعيش الإنكار الاقليمي المشتعل… بانتظار الرد الايراني
ليست الأولويات وحدها ما يحول دون اتفاق اللبنانيين، إنما أيضاً اختلاف المقاربات لأزمة المنطقة وتأثيرها على الداخل، إذ إن فريقاً يعيش الإنكار الاقليمي المشتعل، وفريقاً آخر يعلق مصير الاستحقاقات على خشبة التسوية الكبرى.
كتلة “الاعتدال” لا تزال مستمرة في مبادرتها التشاورية، وتنتظر موقف “حزب الله” منها، إذ انه التزم بالرد بعد عيد الفطر.
أما “حزب الله” فبوصلة اهتماماته مركزة باتجاه الميدان، وليس على الجبهة الجنوبية وحسب، إنما أيضاً على الميدان الاقليمي وخصوصاً بعد استهداف السفارة الايرانية في دمشق. وهذا ما يضع المنطقة على فوهة بركان من التأزم الذي قد يتدحرج الى حرب واسعة تتخطى القواعد والجغرافيا.
مصادر كتلة “الاعتدال” تقول لموقع “لبنان الكبير” إنها ستنطلق بالمرحلة الثانية إثر اكتمال أجوبة الكتل النيابية، وستبدأ بالبحث في شكليات التشاور، أي آلية الدعوة، ومن يترأسه. وهاتان العقبتان تعمل “الخماسية” للمساهمة في تخطيهما بالضغط على الكتل النيابية للانفتاح على اللقاء والتشاور وبالتأكيد على فتح المجلس النيابي لانتخاب الرئيس.
فهل بدأت كتلة “الاعتدال” تسويق فكرة الانتقال الى المرشح الثالث؟ ينفي مصدر من الكتلة صحة الكلام، ويقول إن الأمر سابق لأوانه وغير مطروح حالياً، وخصوصاً أن المبادرة لا تضع فيتوات على أي إسم ولا تتبنى آخر. كما أن من غير الضروري أن تكون جلسة الانتخاب ما بعد التشاور محصورة بإسمين رئاسيين، فيمكن أن تكون هناك أسماء ثالثة ورابعة، وفي حال لم يتقدم أحد المرشحين الأساسيين بعدد الأصوات، يصبح من الطبيعي البحث في خيارات أخرى.
ويشير مصدر “الاعتدال” الى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليس ببعيد عن هذا المنطق، إذ قال صراحة إنه سيذهب الى الجلسة ما بعد الحوار بمرشحه سليمان فرنجية، وإذا لم يأتِ أي فريق بنتيجة في الجلسات المتتالية، يتوجب حينها الانتقال الى التفكير في حلول أخرى.
يؤكد نائب “الاعتدال” أن الكتلة، باعتبارها الفريق المبادر، باقية في وسطيتها ولا يمكن أن تكون طرفاً، ولا أن تطعن أحد الفريقين المتناقضين في الظهر، وستستمر في سعيها الى تقريب وجهات النظر من أجل الذهاب الى المجلس النيابي وممارسة الواجب الدستوري.
على المقلب السياسي الآخر، تستبعد مصادر محور المقاومة أي نتيجة من الحراك الداخلي، نيابياً كان أو ديبلوماسياً، إذ إن الاهتمام ينصب في مكان آخر، والعين تحديداً على كيفية التعاطي الايراني مع التطور العسكري الخطير وتدحرج الميدان الى التصعيد. أما الداخل وتسوياته فمجمّدة، ولا مفاوضات حالياً، والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وضع الأفكار في عهدة الرئيس بري ولكن الكلام في المضمون يبدأ بعد وقف إطلاق النار في غزة، وبعدها سيحضر ويغادر كثيراً وسيتخلل التفاوض الوقت الوفير والعمل الجدي والكباش السياسي الحاد. في حين أن الكلام حالياً هو في تطبيق القرار الأممي ١٧٠١، ولا كلام لا عن السلاح ولا الترسيم ولا مزارع شبعا.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير