لعبة «الكراسي الموسيقية» تتواصل بين ليفربول وآرسنال وسيتي
مع تواصل لعبة الكراسي الموسيقية بين ثلاثي المقدمة ليفربول وآرسنال ومانشستر سيتي، في صراع المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، تنطلق مواجهات المرحلة الـ31 للمسابقة اليوم وعلى مدار 3 أيام، بمباريات متفاوتة القوة قد تغير في شكل الصدارة.
وبعدما استفاد على أكمل وجه من انتهاء المواجهة المنتظرة بين مانشستر سيتي حامل اللقب، وآرسنال بالتعادل السلبي، يسعى ليفربول إلى التمسك بالصدارة حين يستضيف شيفيلد يونايتد الأخير الخميس، في حين يلعب آرسنال مع ضيفه لوتون تاون، ومانشستر سيتي مع أستون فيلا غداً (الأربعاء).
وخرج ليفربول (67 نقطة) من عطلة نهاية الأسبوع في الصدارة، بعد فوزه على برايتون 2 – 1 الأحد، متقدماً بفارق نقطتين عن آرسنال، و3 عن سيتي.
لكن هذه الأفضلية ليست حاسمة بالتأكيد، حتى إن كان فريق المدير الفني الألماني يورغن كلوب مرشحاً لإضافة 3 نقاط الخميس، ضد فريق يسير نحو الهبوط، بما أن شيفيلد متخلف بفارق 7 نقاط عن منطقة الأمان، وذلك لأنه بانتظار فرق الطليعة الثلاثة اختبارات شاقة من الآن وحتى نهاية الموسم.
فبعد هذا اللقاء يستعد ليفربول الذي لم يخسر في مبارياته البيتية الـ27 الأخيرة في الدوري، للاصطدام بغريمه مانشستر يونايتد على «أولد ترافورد»، وجاره إيفرتون على أرض الأخير، وتوتنهام الخامس وأستون فيلا الرابع في ملعبه، بينما يلتقي آرسنال الذي وصل إلى ربع نهائي دوري الأبطال، حيث يتواجه مع بايرن ميونيخ الألماني، مع أستون فيلا وجاريه تشيلسي وتوتنهام ثم مانشستر يونايتد، من الآن وحتى نهاية الموسم.
أما سيتي الذي يقاتل على الثلاثية مرة أخرى بعدما بلغ ربع نهائي دوري الأبطال، حيث يلتقي ريال مدريد الإسباني، ونصف نهائي الكأس حيث يواجه تشيلسي، فيبدو أمام مسار أسهل إلى حد ما، إذ وبعد مواجهته الصعبة الأربعاء على أرضه ضد أستون فيلا، يخوض اختباراً شاقاً واحداً آخر فقط، أقله على الورق، ضد توتنهام.
ومن المؤكد أن هذا الموسم يحمل نكهة خاصة لليفربول أكثر من خصميه، إذ يودّع مدربه كلوب الذي منحه لقبه الأول في الدوري منذ 1990، وقاده إلى لقب دوري الأبطال عام 2019، والوصافة مرتين.
ويمني ليفربول النفس بتوديع كلوب بأفضل طريقة، لكنهم خسروا فرصة إحراز الرباعية بخروجهم من ربع نهائي الكأس على يد غريمهم مانشستر يونايتد (3 – 4 بعد وقت إضافي)، ما يحصر أملهم بالدوري الممتاز ومسابقة «يوروبا ليغ» التي بلغوا دورها ربع النهائي، حيث يلتقون مع أتالانتا الإيطالي، علماً بأنهم توجوا بلقب كأس الرابطة في فبراير (شباط) الماضي.
وبعد الفوز على برايتون في لقاء تخلف خلاله فريقه منذ الدقيقة الثانية، قبل أن يرد عبر الكولومبي لويس دياز والمصري محمد صلاح، أشاد كلوب بخبرة لاعبيه في التعامل مع المواقف الصعبة في معركة اللقب، واستناداً إلى المواسم الماضية، قائلاً: «كمجموعة واحدة، علينا أن نتعامل مع الضغوط، وأن نقرر ما إذا كنا سنستمتع به أم لا. سيكون الأمر صعباً… لكن إذا استمتعنا جميعاً، فلدينا فرصة. إذا لم نفعل ذلك، فلا تزال لدينا فرصة، لكن الأمر سيكون أكثر صعوبة، ولهذا السبب نحاول أن نبقى إيجابيين في كل هذه اللحظات».
وتابع: «نحن في قلب الصراع مع فريقين آخرين نتنافس على أكبر جائزة في كرة القدم الإنجليزية، وسنرى كيف سينتهي الأمر. لكنني قررت أن أحاول جاهداً الاستمتاع».
وعلى غرار ليفربول، يبدو آرسنال مرشحاً الأربعاء، للخروج بالنقاط الثلاث، إذ إنه يستضيف لوتون تاون القابع في المركز الثامن عشر، خلافاً لسيتي الذي يخوض اختباراً أكثر صعوبة على أرضه ضد أستون فيلا في مواجهة مصيرية للفريقين، لأن الأخير يصارع مع توتنهام على المركز الرابع.
وستكون المباراة ثأرية لسيتي ومدربه الإسباني جوسيب غوارديولا في مواجهة فريق مواطنه أوناي إيمري، إذ خرج حامل اللقب مهزوماً 0 – 1 باللقاء الأخير بينهما في 6 ديسمبر (كانون الأول)، ضمن المرحلة 15.
ورغم الاكتفاء بالتعادل مع آرسنال على استاد الاتحاد، كان غوارديولا فخوراً بلاعبيه، لا سيما في الشوط الثاني من لقاء اعتمد فيه الضيف اللندني على التكتل الدفاعي في غالبية الفترات.
وقال غوارديولا: «كنت أُفضِّل الفوز، لكننا سنقبل بهذه النقطة. كانت مباراة صعبة، الفريق جعلني فخوراً جداً»، مضيفاً: «كان من الصعب إيجاد المساحات، ولم يكن بإمكاننا الضغط عليهم كثيراً لأنهم كانوا يعتمدون على الكرات الطويلة».
وتابع: «سنأخذ النقطة ثم نرى ما سيحصل في المباريات التسع (المتبقية لفريقه وآرسنال وليفربول، بما أن الثلاثة لعبوا حتى الآن 29 مباراة وليس 30). الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو تجديد الذهنية وإنعاش الحالة البدنية والذهاب إلى مواجهة أستون فيلا بكامل طاقتنا».
غوارديولا يرى أن سيتي لم يعد يملك الامر بيده للحفاظ على اللقب (اب)
واعترف غوارديولا بأن الاحتفاظ باللقب بات مرهوناً بتقلب النتائج، والأمر ليس في يدي فريقه وحده، وقال: «صاحب الصدارة يبقى المرشح الأول للفوز باللقب، وآرسنال هو المرشح الثاني ونحن الثالث».
لكن نجم وسط سيتي البرتغالي برناردو سيلفا يقول: «ما زالت هناك مباريات مقبلة صعبة، ويمكن أن يحدث الكثير من الآن وحتى نهاية الموسم، الأمر ليس منوطاً بنا، وبتنا الآن معتمدين على (تعثر) ليفربول وآرسنال لأننا لن نلعب ضدهما مرة أخرى. لذلك، نحن بحاجة إلى خسارتهما النقاط، بالإضافة إلى أن نقوم بواجبنا ونفوز في مبارياتنا».
وعلى ملعب «الإمارات» في العاصمة البريطانية لندن، يريد آرسنال استغلال دعم جماهيره للفوز على لوتون للاستمرار في سباق اللقب. في المقابل، يحلم لوتون بتحقيق مفاجأة مماثلة للتي حققها أمام آرسنال بنهائي كأس رابطة الأندية المحترفة موسم 1987 – 1988، حين فاز 3 – 2 وتوج باللقب.
كلوب يحفز لاعبي ليفربول قبل المواجهات الحاسمة بنهاية الموسم (رويترز)
وكانت مباراة الفريقين بالدور الأول، التي انتهت بفوز آرسنال 4 – 3 مليئة بالإثارة والمتعة، بعدما حسمها الفريق اللندني لمصلحته في اللحظات الأخيرة. وسيكون ملعب «ستامفورد بريدج» الخميس، على موعد مع مباراة كانت ستشكل عنواناً كبيراً لأي مرحلة في السابق، لكن تشيلسي وغريمه مانشستر يونايتد يمران بفترة صعبة جداً، ليس لأنهما خارج صراع اللقب وحسب، بل لأنهما باتا خارج صراع التأهل إلى دوري الأبطال، وإن كان الأخير لديه بصيص أمل. ويخوض تشيلسي ويونايتد المواجهة بعد تعادلين مخيبين؛ الأول على أرضه ضد بيرنلي 2 – 2 رغم اضطرار الأخير للعب بـ10 لاعبين منذ الدقيقة 40، والثاني أمام مضيفه برنتفورد 1 – 1 في لقاء تقدم خلاله «الشياطين الحمر» في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، قبل أن يتلقوا هدف التعادل في الدقيقة التاسعة منه.
وبات يونايتد متخلفاً بفارق 11 نقطة عن فيلا الرابع، و8 عن توتنهام الذي يلعب الثلاثاء ضد جاره وستهام على أرض الأخير، بينما يحتل تشيلسي المركز الحادي عشر. وتفتتح المرحلة اليوم بلقاء نيوكاسل يونايتد، الذي يحتل المركز الثامن بـ43 نقطة، مع ضيفه إيفرتون (السادس عشر) بـ25 نقطة، والذي خصم من رصيده 6 نقاط بسبب انتهاكه قوانين اللعب المالي النظيف. كما يلتقي نوتنغهام فورست مع ضيفه فولهام، ويلعب بيرنلي مع ولفرهامبتون، وبورنموث مع كريستال بالاس، في حين يلاقي برنتفورد ضيفه برايتون الأربعاء. سيتي يقاتل على الثلاثية مرة أخرى
الشرق الاوسط