المعارضة التركية على طريق تحقيق انتصار كبير… وأردوغان يقرّ بأن ‏نتائجها “نقطة تحول”‏ !

تسير المعارضة التركية على طريق تحقيق انتصار كبير في ‏الانتخابات البلدية في أنحاء البلاد وصولا إلى الأناضول، ‏والحفاظ على إسطنبول وأنقرة، على حساب حزب العدالة ‏والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.‏

وأقرّ أردوغان من مقر حزبه بأن نتائج الانتخابات التي جرت ‏الأحد شكلت “نقطة تحول”، لكنه وعد “باحترام قرار الأمة”.‏

وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من أنصاره في مقر حزب ‏العدالة والتنمية الحاكم “للأسف، لم نحصل على النتائج التي ‏أردناها”.‏

وأشارت نتائج جزئية إلى تحقيق المعارضة مكاسب كبيرة في ‏الانتخابات المحلية التي جرت على مستوى البلاد.‏

وأضاف اردوغان “سنحترم بالطبع قرار الأمة، وسنتجنب ‏العناد والتصرف ضد الإرادة الوطنية والتشكيك في قوة ‏الأمة”.‏

وأعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض احتفاظه ببلديتي ‏اسطنبول وأنقرة إضافة إلى تحقيقه مكاسب في مدن أخرى ‏كان حزب العدالة والتنمية يهيمن عليها منذ فترة طويلة.‏

وأعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي إلى ‏حزب الشعب الجمهوري، احتفاظه بمنصبه الذي يشغله منذ ‏عام 2019.‏

وقال للصحافة مساء الأحد: “نحن في المركز الأول بفارق ‏أكثر من مليون صوت (…) فزنا في الانتخابات”، موضحا أن ‏هذه النتائج تغطي 96% من صناديق الاقتراع.‏

وتجمّع أنصاره مساء قرب مقر البلدية للاحتفال ملوحين ‏بالأعلام التركية.‏

في أنقرة، أعلن رئيس البلدية المنتمي أيضا إلى حزب الشعب ‏الجمهوري منصور يافاش، احتفاظه بمنصبه بينما كان فرز ‏الأصوات لا يزال جاريا.‏

وقال أمام حشد مبتهج من أنصاره “أولئك الذين تم تجاهلهم ‏أرسلوا رسالة واضحة إلى من يديرون هذا البلد”.‏

اختراق في الأناضول ‏
بدوره، اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر تشكيل ‏معارض في تركيا، أوزغور أوزيل مساء الأحد أن “الناخبين ‏اختاروا تغيير وجه تركيا” بعد 22 عاما من هيمنة حزب ‏العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ.‏

إلى جانب إزمير (غرب)، ثالث مدينة في البلاد ومعقل حزب ‏الشعب الجمهوري، وأنطاليا (جنوب) حيث بدأ أنصار ‏المعارضة يحتفلون بالنصر في الشوارع، فإن حزب الشعب ‏الجمهوري في طريقه لتحقيق فوز كبير في الأناضول.‏

ويتصدّر الحزب نتائج الفرز الجزئية في عواصم إقليمية ‏يحتفظ بها حزب العدالة والتنمية منذ فترة طويلة.‏

ألقى أردوغان الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين، بكل ثقله ‏في الحملة الانتخابية، وخصوصا في اسطنبول، العاصمة ‏الاقتصادية والثقافية التي كان رئيسا لبلديتها في تسعينات ‏القرن الفائت وانتقلت الى المعارضة في 2019.‏

وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من أنصاره في مقر حزب ‏العدالة والتنمية الحاكم “للأسف، لم نحصل على النتائج التي ‏أردناها”.‏

إعادة انتخاب إمام أوغلو على رأس أكبر مدينة في البلاد ‏تضعه في صلب السباق الانتخابي الرئاسي في 2028.‏

وكان الناخب سرحان سولاك (56 عاما) الذي يقيم في أنقرة ‏واقترع لصالح مرشح المعارضة منصور يافاش صرح ‏لفرانس برس صباح الأحد “ثمة حاجة إلى توازن، أقله على ‏المستوى المحلي ضد الحكومة”.‏

في المقابل، يتقدّم مرشحو حزب العدالة والتنمية الحاكم في ‏العديد في مدن الأناضول الكبرى (قونية، قيصرية، أرض ‏روم) والبحر الأسود (ريز، طرابزون)، فيما يتوقع فوز ‏مرشحي حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد في ‏كبرى مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية، وأبرزها ‏دياربكر.‏

معركة 2028 ‏
طوال الحملة، حرص أردوغان على تنظيم تجمعين إلى ثلاثة ‏تجمعات كل يوم، مستفيدا من تغطية إعلامية رسمية غير ‏محدودة.‏

ولن تكون تداعيات هزيمة حزبه العدالة والتنمية في اسطنبول ‏سهلة عليه.‏

وقد شكّل فوز إمام اوغلو ببلدية اسطنبول في 2019 أسوأ ‏هزيمة انتخابية للرئيس التركي منذ وصوله إلى السلطة في ‏‏2003 كرئيس للوزراء.‏

مذاك، بات رئيس البلدية بين الشخصيات السياسية المفضلة ‏لدى الأتراك، وظهر كمنافس مباشر لأردوغان، رغم أن ‏الأخير وصفه بأنه “رئيس بلدية بدوام جزئي”.‏

وقد تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة منافسة بين الرجلين ‏اللذين يتحدران معا من منطقة البحر الأسود.‏

لكن أردوغان (سبعون عاما) أكد بداية آذار (مارس) أن ‏الانتخابات البلدية ستكون “الأخيرة” بالنسبة إليه، ملمحاً إلى ‏أنه سيغادر الحكم في 2028، إلا إذا تم تعديل الدستور ليتاح ‏له الترشح مجددا.‏

النهار العربي

مقالات ذات صلة