زحمة الضاحية…طوابير من السيارات بالمئات: حواجز أمنية واستخدام الطرق مواقف
يتسبب شهر رمضان عادة في زحمة كثيفة تحديداً قبل موعد الإفطار بساعة أو ساعتين، لا سيما قرب محال الحلويات، ولكن في الضاحية الجنوبية يعيش الناس زحمة من نوع آخر، إنها زحمة الحواجز الأمنية على مداخلها، التي وضعت إثر تفلت الارهاب ووصوله إلى عمق الضاحية بعمليات انتحارية تسببت في مقتل واصابة العشرات. ولعل أكثر الحواجز التي تشهد ازدحاماً هو حاجز الغبيري، وحاجز طريق المطار، حيث تتشكل طوابير من السيارات بالعشرات وأحياناً بالمئات، من دون وجود أي رؤية للحد من الزحمة الخانقة، ووسط تساؤل عن جدوى الحواجز بعدما تم تحييد الارهاب بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة وانخفاض مستوى التهديد الارهابي في لبنان إلى الحد الأدنى.
يقول سكان الضاحية إن بعض الحواجز المنشأة يبقى معظم الوقت خالياً من العناصر الأمنية، وبالتالي لا معنى للحواجز الأخرى لأن من يريد تنفيذ عمل أمني يستطيع الالتفاف على الحواجز التي فيها عناصر ويمر من الأخرى الخالية.
وفيما أكد أحد نواب المنطقة أن لا حديث عن رفع الحواجز المتبقية كون العديد من الحواجز رفع سابقاً، رأى العميد أمين حطيط في حديث لـ “لبنان الكبير” أن “الدواعي الأمنية اليوم ليست كما كانت في السابق، وقد تغيرت طبيعتها، ولكن مع اشتعال جبهة الجنوب والتحرك المخابراتي الاسرائيلي بالاضافة إلى احتمال استغلال بقايا الارهاب الوضع، لا بد من بقاء هذه الحواجز، لا سيما أن الضاحية الجنوبية استقبلت عدداً كبيراً من المهجرين الجنوبيين، فالمظهر العسكري يخلق طمأنينة لدى الناس”.
وأشار حطيط إلى أن “ردع الأعمال الأمنية ليس وظيفة الحواجز، بل يكون عبر العمل الاستخباراتي، والحواجز هدفها ارساء طمأنينة لدى المواطنين لا سيما حواجز الجيش اللبناني”.
وبالنسبة الى الزحمة، اعتبر حطيط أن “المواطن يخلق الزحمة بنفسه، غالبية السيارات تجد فيها شخصاً واحداً، بالاضافة إلى استهلاك ما يقرب من نصف الطرق كمواقف، وذلك لغياب المواقف العامة. والزحمة هي مرض عالمي لا حل لها إلا بالنقل المشترك وتغيير ذهنية الناس لتتجه نحو التمشية بدل استخدام السيارة حتى لو كانت المسافة قريبة”.
إزالة الحواجز قد لا تكون ممكنة في بلد يشكل ملعباً لأطراف اقليمية توجه الرسائل الى بعضها البعض عبره، ولكن يجب على الدولة تشديد العقوبات على مخالفي الإشارة الحمراء أو من يصطفون بسياراتهم على الطريق بطريقة غير قانونية، بالإضافة إلى اعطاء دور أكبر للبلديات بإدارة السير في المناطق المكتظة، إلى حين اقتناع الدولة بالنقل المشترك ونشره كثقافة بين المواطنين.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير