مجاعة غزة قد تكون الأشد منذ الحرب العالمية الثانية

قال الكاتب إليكس دو وال في مقال نشرته صحيفة “الغارديان”، إن عدد من سيموتون جوعاً في غزة قد يتجاوز من قتلوا بالرصاص والقنابل. وأوضح أن المجاعة التي يتعرض لها القطاع المحاصر “توشك أن تكون الأشد منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف “الموت في غزة سيستمر حتى لو توقف إطلاق النار وبدأت شاحنات المساعدات تدخل بصورة متتالية”.

ونشر الكاتب أرقام التصنيف المرحلي المتكامل لغزة والذي يشير إلى أن “677 ألف نسمة أو 32 في المئة من جميع سكان غزة هم اليوم في أوضاع كارثية، وأن 41 في المئة آخرين هم في الأوضاع الطارئة”.

وبحسب هذه التقديرات، من المتوقع أن “يصبح نصف سكان غزة تماماً في مجاعة خلال أسابيع”. وأكد الكاتب أن هذه الأرقام هي الأسوأ على الإطلاق.

وأضاف “بحكم التجربة فإن الأوضاع الكارثية سوف تحدث 200 وفاة من كل مليون نسمة في اليوم الواحد. ولقد أصدر إختصاصيو الأوبئة في لندن توقعات لأعداد الوفيات المحتملة بغزة لمختلف الأسباب على مدى شهور، وأكدوا أن العدد يتراوح ما بين 48 ألفاً إلى 193 ألفاً إلا أن هذه الأعداد سوف تتضاعف”.

وعن أثر المجاعة على المدى البعيد، أشار الكاتب إلى أنه “سوف يواجه الأطفال الذين قد ينجون من التجويع حرماناً مدى الحياة، حيث سوف يكونون أقصر قامة من أقرانهم، ويعانون من قدرات عقلية متراجعة”.

إسرائيل تتحمل المسؤولية
وفي ما خص الجهة المسؤولة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، اعتبر الكاتب أنه “خلال الشهور الأخيرة لم تسمح إسرائيل بدخول سوى أقل من ثلث عدد الشاحنات التي كانت تصل قبل 7 تشرين أول/أكتوبر، بينما لم يعد يوجد داخل القطاع أي إنتاج غذائي”.

وأشار إلى أنه “قد تم تحذير إسرائيل منذ وقت مبكر حول ما يمكن أن يحدث فيما لو استمرت في حملتها لتدمير كل شيء ضروري من أجل الإبقاء على الحياة داخل القطاع”، موضحاً أنه “كان من ضمن التحذيرات ما ورد في تقرير لجنة مراجعة المجاعة التابعة لنظام التصنيف المرحلي المتكامل والذي حذر بحصول تجويع فيما لو لم تتوقف إسرائيل عن التدمير وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية المطلوبة”.

إلا أن إسرائيل وبحسب الكاتب “ظلت على نهجها فالاحتياجات التي يسمح بدخولها إلى قطاع غزة لم تزل دون الحد الأدنى من الكميات التي كانت إسرائيل نفسها قد قررتها قبل الحرب. أما المساعدات الأميركية التي تُسقط جواً وتوزع من ميناء الطوارئ ليست إلا ذراً للرماد في العيون، لا تغني ولا تسمن من جوع”.

وختم الكاتب بالقول: “المجاعة تضرب أطنابها في غزة اليوم، ولا يجوز بأي حال أن نمتنع عن التصريح بذلك بانتظار أن نبدأ بإحصاء عدد قبور الأطفال الذي قضوا بسببها”.

مقالات ذات صلة