حراك الخماسية إلى ما بعد العيد: خيار المرشح الثالث لم ينضج بعد
قررت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، والساعية الى التقريب بين اللبنانيين، كتلاً وتيارات واحزاباً لإنهاء الشغور في الرئاسة الاولى، استئناف تحركها بعد عيد الفطر السعيد، محددة اول موعد لها مع النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، ثم مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، وكتل الاعتدال والكتائب والتجدد والتغييريين.
ويأتي هذا التوجه بعد جولة اليومين الماضيين (الاثنين والثلاثاء) حيث سجلت اللجنة انطباعاتها وتقديراتها بعد لقاءات رسمية وروحية ونيابية وسياسية،وذلك بالتزامن مع احاطة دقيقة في مجلس الامن حول القرار 1701، وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعيد احياء مفاصل الدولة اللبنانية.
وكشفت مصادر سياسية ان زيارات سفراء اللجنة الخماسية للقيادات السياسية والمراجع الدينية، تندرج في اطار استكشاف مواقف هؤلاء على طبيعتها، والاستماع إلى ما لديهم من افكار ومقترحات، للاخذ بما هو مفيد منها، لدعم مهمة اللجنة في مساعدة لبنان للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، بأقرب وقت ممكن .
وقالت: ان الحديث عن نتائج سريعة وتحقيق اختراق ملموس في مهمة اللجنة، لايزال سابقا لاوانه، لان اللجنة تنوي استكمال لقاءاتها مع بقية القيادات السياسية والحزبية، في الايام المقبلة، في إطار استكمال جولاتها، ولاسيما لقاء باسيل، وكتلة الوفاء للمقاومة، بناءً على اصرار السفير القطري، لكي يكتمل التصور الذي تعدّه، وقد يغيب عن المشاركة بزيارتيها، سفيرا المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، في حين كشفت المصادر ان اجتماع اللجنة الخماسية بالأمس مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كان صاخبا، تناول كل جوانب مهمة اللجنة، وضرورة ان يتوقف البعض عن المماطلة، والاحتكام الى الدستور لاجراء الانتخابات الرئاسية.
من جهة ثانية، أشارت المصادر إلى ان المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، يتواصل مع فريق عمله في لبنان باستمرار لمتابعة تطور الاوضاع جنوبا، والاطلاع على مواقف حزب الله من الأفكار التي طرحها لحل الأوضاع المتفجرة على الحدود اللبنانية الجنوبية والنقاط المختلف عليها لترسيم الحدود، ولكن لم تحدد أي مواعيد له لزيارة لبنان في وقت قريب، وقد تكون عودته لاستئناف مهمته، بعد تحقيق وقف اطلاق النار في قطاع غزّة.
كما أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن البحث في الملف الرئاسي لم يصل إلى نقطة تتصل بأعادة ترتيب تسويق المرشح الثالث قريبا، ورأت أن هذا الخيار لا يزال قائما لكنه لم ينضج بعد لاسيما أن المعنيين به من قوى الممانعة والمعارضة تتهم بعضها بالتعطيل، معربة عن اعتقادها أن اللجنة الخماسية لا تزال تعمل في إطار تدوير الزوايا وليس الغوص في تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، قالت المصادر نفسها أن السجال بين رئاسة الحكومة والتيار الوطني الحر لا يزال على حاله وإن الملفات التي تدرج على جدول الأعمال لا تزال تشكل محور تباين ما يستدعي ردود فعل بين الجانبين، مؤكدة أن أمام الحكومة تحديات مقبلة في حال استمر الشغور الرئاسي، اما كلمة الرئيس ميقاتي حول دعوته القيادات إلى التعاون لإنقاذ البلد فبدت لافتة.
اللواء