الصحافة الرياضية الحُرّة باقية…

عادت نغمة الضغط على الصحافيين الرياضيين الذين ينقلون واقع المباريات والبطولات على اختلافها بعين مجرّدة، ويبدون آراءهم بكلّ صدق وموضوعية في ما يرونه صائباً أو خطأً على أرض الملاعب أو خلف المكاتب الإدارية.

لكنّ اللافت هذه المرّة، أنّ خطاب «البهورة» والتهويل انتقل من بعض الاتحادات الرياضية ذات الصيت الواسع والشهير في هذا المجال الى بعض الأندية التي انتهجت مؤخّراً هذا الأسلوب الدنيء، فراحت تشهّر بالصحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي وتُصدر بياناتٍ تطالبهم بالاعتذار عمّا كتبوا، وكأنّ أنديتهم وفرقهم مُنزلة من السماء ولا يجوز التطرّق إليها أو النطق باسمها.

صحيحٌ أنّ الظروف الاقتصادية والاجتماعية والحياتية قست على مهنة الصحافة الرياضيّة ونحرَها خنجر العوز والضيق، وأجبرت عدداً كبيراً من أصحاب الأقلام الشريفة والحرّة على ترك مكاتبهم ومناصبهم وملازمة بيوتهم، لكنّه ليس مسموحاً أبداً أن تستغلّ بعض الاتحادات والأندية معاناة هؤلاء الصحافيين المغلوب على أمرهم لكي تتحكّم في رقابهم، بالترغيب حيناً وبالترهيب أحياناً، خصوصاً أن لا نقابة تحميهم وتدافع عن حقوقهم المهدورة وتقيهم شرّ الظالمين والحاقدين.

منذ زمن ليس ببعيد، إتّصل رئيس اتحاد رياضي من أبرز هواياته قطع الأرزاق، بأحد الزملاء الذي انتقده في صحيفته وقال له يومها بالحرف الواحد: «أنا أعرف أين تعمل ولن أبقيكَ في مهنتكَ يوماً واحداً»، وبعد أشهر عدّة هدّد زميلاً آخر بأنه سيطرده من المدرسة التي يعمل فيها كأستاذ لمادة الرياضة البدنية لأنه تجرّأ خلال حلقة إذاعية على إبراز الأخطاء والتجاوزات التي يرتكبها رئيس الاتحاد المذكور، ويبدو أنّ الأسطوانة تتكرّر اليوم للأسف على يد رؤساء أندية باتوا يظنّون أنهم أكبر من أحجامهم الحقيقية، وأعلى من سيف الانتقادات البنّاءة التي تطالهم من أجل تصويب الخلل القائم وتصحيح المسار الخاطئ الذي لا يودي بصاحبه إلّا الى الهاوية في نهاية المطاف.

جورج الهاني- نداء الوطن

مقالات ذات صلة