استياء وهلع من استعراض “الجماعة” في طريق الجديدة: جذب للشارع أم استثمار سياسي؟
تشير المصادر الى أن “العمليات التي تقوم با قوات الفجر عند الحدود هي بدعم وتمويل من حزب الله
تتصدر أعمال “قوات الفجر” الجناح العسكري لـ “الجماعة الاسلامية” في لبنان حالياً المشهد السني، خصوصاً بعد انخراطها أكثر فأكثر في معارك الجبهة الجنوبية. سقط لـ “الجماعة” الى يومنا هذا 5 مقاتلين، آخرهم في الهبارية الأسبوع الماضي، الا أن ما تقوم به لم يثر الكثير من المخاوف أو الاستفزازات، حتى جاء تشييع عناصرها الذين سقطوا في الهبارية، وكان الظهور المسلح لهم في بيروت مثيراً للدهشة والاستغراب، ما أثار الاستهجان لدى الكثيرين الذين وصفوا ما شاهدوه بأنه “استعراض للقوة”، ومشهد ذكرهم بزمن التفلت والفوضى.
استياء من الشارع
مصادر سياسية تعبّر في حديثها لموقع “لبنان الكبير” عن تفاجؤها واستيائها مما حصل من ظهور مسلح، وهذا الاستياء أيضاً من الشارع. وتتساءل عن السبب كون بيروت لم تشهد منذ الحرب الأهلية أي وجود مسلح وعلني بهذا الشكل، خصوصاً لدى السنة، والظهور المسلح الوحيد الذي حصل وأثار الرعب كان لـ “حزب الله” وحلفائه في أحداث 7 أيار.
لا رسائل للداخل
في المقابل، توضح مصادر “الجماعة الاسلامية” لـ “لبنان الكبير” أن لا وجود لأي رسالة أو أي شيء آخر خلف الظهور المسلح الأخير لهم أثناء التشييع، ولا تصنفه ضمن الاستعراض العسكري، بل كان رد فعل خلال التشييع.
وتضيف: “لطالما كنا خلف الدولة، ومع تطبيق الأنظمة والقوانين، وسلاحنا موجه نحو العدو الاسرائيلي وليس نحو اللبنانيين”. وتؤكد أن “الجماعة وقوات الفجر، تحارب العدو، واتخذت قرارها وقدمت شهداء، وهي تدافع الآن عن لبنان، لكن الأكيد أن سلاحنا ليس موجهاً ضد اللبنانيين”.
لا داعي للخوف
ولا ترى مصادر مطلعة على العمليات التي تحصل عند جبهة الجنوب، في ما قامت به “قوات الفجر” أثناء التشييع أمراً مرعباً أو يدعو الى الخوف والقلق من تفلت الشارع.
وتقول في حديث لـ “لبنان الكبير”: “لا خوف من الجماعة لناحية تفلت الشارع، ما قامت به هو لجذب الشارع اليها واحياء قاعدتها الشعبية فقط، لإبراز دورها في الرد على الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وهو ما قد تستثمر فيه سياسياً في المراحل المقبلة، على سبيل المثال، الانتخابات النيابية، فهي من أصل 27 نائباً سنياً تمتلك نائباً واحداً، مع العلم أنها في الانتخابات الماضية كان لها العديد من المرشحين في دوائر عدة”.
وتضيف: “ما هي القدرات العسكرية للجماعة أو قوات الفجر، خصوصاً بعد أن سلمت كل الأحزاب أسلحتها باستثناء حزب الله؟ بتقديري القوة العسكرية للجماعة محدودة جداً، ولا تصل الى مستوى تهديد الداخل اللبناني”.
وتشير المصادر الى أن “العمليات التي تقوم با قوات الفجر عند الحدود هي بدعم وتمويل من حزب الله، هو من يمدها بالسلاح في هذه النقاط، والعلاقة عادت جيدة مع الحزب بعد المصالحة، وخاضت بعض عناصر الجماعة بعدها تدريبات على أيدي حزب الله”، معتبرة أن “لا داعي للهلع، فلا تصويب للبندقية الى الداخل”.
لبنان الكبير