“الحزب” – التيار… “تسامح” أم لعب على “نرجسية” عون: متى يحين وقت الاعلان الرسمي عن “موت” تفاهم مار مخايل؟

“الحزب” – التيار… “تسامح” أم لعب على “نرجسية” عون؟

 

 

الحدث الأبرز في اليومين الماضيين داخلياً كان زيارة وفد من كتلة “الوفاء للمقاومة” برئاسة رئيس الكتلة الحاج محمد رعد للرئيس السابق ميشال عون في منزله بالرابية. المفاجأة لم تكن في الزيارة بحد ذاتها، بل في التوقيت الذي يأتي بعد تصريحات تصعيدية في الأيام والأسابيع الماضية من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ضد “حليفه” السابق “حزب الله”، وأخرى أقل حدة صدرت عن الرئيس عون في مقابلته الأخيرة مع قناةotv ، حيث عبَّر عن عدم إقتناعه بتبرير “حزب الله” للدخول في حرب المشاغلة على أنها وقائية وإستباقية لعدوان إسرائيلي على لبنان، كذلك رفضه مفهوم وحدة الساحات.

سبب المفاجأة من التوقيت يكمن في أن “حزب الله” قد يتساهل نسبياً – كما عوَّدنا – في كل ما يمت الى الخلاف السياسي في الشؤون الداخلية بصلة ولا يعطي التصريحات المتعلقة بهذا الجانب أهمية تذكر حد عدم الرد عليها في كثير من الأحيان، إلا أنه في ما يتعلق بعمل المقاومة أو حتى أدبياتها لا يتسامح أبداً مع من يتعرض لها، ولو عن طريق “الجيش الالكتروني” إن لم يكن الرد رسمياً، وآخر هذه النماذج ما حصل مع وئام وهاب – بغض النظر عن حجمه السياسي – علاوة على ما يتعرض له كل من يطرح الأسئلة حول هذا الموضوع سواء من بعض المعارضين الشيعة أو بعض أطراف المعارضة في لبنان، حيث يتعرض أي معترض الى التخوين والاتهام بتنفيذ أجندة أميركية أو إسرائيلية، ما يطرح السؤال عن سبب “تسامح” الحزب مع “التيار الوطني الحر” ولو عن طريق “جنراله” وليس رئيسه المباشر. ولا يحدثنا أحد هنا بأن السبب هو “الوفاء” الذي يتحدث عنه الحزب دائماً ويكنَّه لحلفائه، فالوفاء لم يكن يوماً أساساً في الممارسة السياسية اللبنانية والتجارب كثيرة في هذا المجال، وحالة الرئيس الحريري الأب لا تزال ماثلة في الأذهان .

من هنا يصبح السؤال مشروعاً عن الدافع وراء هذا “التساهل” من “حزب الله” تجاه عون و”التيار الوطني الحر”، هل هو الاحساس مثلاً بدقة المرحلة وبأن الحزب بات “محشوراً” خصوصاً تجاه الخارج كما كان الحال بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ما يدفعه إلى البحث عن غطاء مسيحي “قوي” بعد أن ضمن أو لنقل حيَّد الجانب الاسلامي سواء السني أو الدرزي في معركته الحالية؟ وما تأثير هذه المقاربة – إن صحَّت – على علاقته بمرشحه سليمان فرنجية الذي تظهره هذه المقاربة بموقف العاجز أو أقله غير الكافي لتغطية الحزب مسيحياً؟ أم هو محاولة إستيعاب لـ “التيار الوطني الحر” عبر تعويمه ولو معنوياً داخلياً وخارجياً بعد أن ظهر كم هو معزول عن تحركات الموفدين الدوليين إلى لبنان، وذلك عبر اللعب على “نرجسية” عون بوضعه كما قال الحاج محمد رعد في صورة التطورات والمجريات الميدانية على الجبهة بعيداً عن التراشق عن بعد، ما يُظهر عون وكأنه “شريك” موثوق للحزب؟ أم هي محاولة من الحزب للعب مجدداً على الخلافات الداخلية المسيحية لكسر وحدة الصف المسيحي المتفق فقط ونسبياً على الموقف من فتح جبهة الجنوب ومفهوم وحدة الساحات، مستغلاً عزلة التيار وتوقه الى العودة للعب دور أكبر على الساحتين المسيحية والوطنية؟

أسئلة كثيرة مشروعة وواقعية خصوصاً وأن ما ينطبق على “حزب الله” من مبررات قد ينطبق أيضاً على التيار في محاولته إستغلال الوضع لمحاولة تحصيل مكاسب داخلية عبر معركة الجنوب في اعادة لسيناريو 2006، وبذلك يصبح اللقاء بين الطرفين هو لقاء الضرورة، ولكن السؤال هل يعيد التاريخ نفسه فعلاً، أم أن الأمر لا يعدو كونه محاولة تقطيع وقت ومرحلة من الجانبين، وذلك حتى تقضي التطورات الاقليمية والداخلية أمراً آخر يعيد الأمور إلى وضعها الحقيقي بعيداً عن المناورات والمجاملات، ألا وهو الاعلان الرسمي عن “موت” تفاهم مار مخايل وربما دفنه بعدها؟

ياسين شبلي- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة