عدوان: هذا الحلّ أبلغناه لهوكشتاين… ورئاسيّاً “ما يعذّبوا حالهم”!
للمرة الاولى، وسّع المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين “بيكارَ” لقاءاته لتشمل وفدًا من المعارضة التي تمثّلُ وجهةَ النّظر الاخرى التي غابَ عنها في جولاته الكثيرة السابقة إلى المسؤولين اللبنانيين. لقاءٌ حملَ الكثيرَ من التساؤلاتِ والمعاني في آنٍ واحد، وسط المخاوف من تصعيدٍ عسكري تُهدّد به إسرائيل في الفترة الاخيرة، خصوصًا أنّ الجبهة الجنوبيّة ما عادت مرتبطة بأيّ هدنة مُفترضة في غزة خلال شهر رمضان.
يعتبرُ نائب رئيس حزب القوات اللبنانيّة النائب جورج عدوان أن “لقاءات هوكستين السابقة التي كان يُجريها مع المسؤولينَ اللبنانيين ومن ضمنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري كانت تعبّرُ عن وجهةِ نظرٍ معيّنة تختلفُ عن وجهة نظرنا في المعارضة بالنسبة الى قرارِ الحرب والسلم ورفضِ ربط “حزب الله” للجبهة الجنوبية بما يحصلُ في غزة، والتي تمثّل وجهةَ نظرِ الاكثرية الساحقة من اللبنانيين التي ترفضُ جرَّ لبنان إلى الحرب”، وفق قوله. وأضاف: “بقدر ما نحن داعمون للقضية الفلسطينيّة وحلّ الدولتين، بقدر ما نرفضُ ربط وضعِ لبنان بما يجري هناك، وكنّا نتمنّى أن تعبّر الحكومة عن رفضها لما يحصل في الجنوب وتستردَّ قرارَ الحرب والسلم، فما الهدف من أن نعرّض بلدنا للخطر؟”.
ولفت عدوان، في حديث لموقع mtv الالكتروني، إلى أنّ “هوكستين شدّد خلال اللقاء على ضرورةِ القيام بكلِ ما يلزم كي لا تتدحرجَ الأمورُ نحو الحرب، رغم أنه لم يقدّم مقاربةً واضحة لما يجب القيامُ به لتفادي هذا السيناريو”، موضحًا أنّ “موقفَ المعارضة كان واضحًا لجهة التأكيد أنّ الخطوةَ الاولى والاساسية تكون بنشرِ الجيش على الحدود من خلال التطبيق الكاملِ للقرار 1701، وهو القرارُ الدولي الذي يحفظُ السيادة بعيداً من الحلولِ الآنيّة والمجتزأة على ان تلتزم به إسرائيل أيضا”، وأضاف: “ما بدّنا حلول ما منعرف كيف بتبلّش وكيف بتخلص”.
الملف الرئاسي حضرَ أيضا في اللقاء، ولكن على الهامش، حينما قال عدوان لهوكشتاين: “من خلال تفاوضكم مع حكومةٍ مستقيلة أنتم تغيّرون شكلَ الدولة، إذ أنّ الدستور واضح بأن التفاوضَ يجب أن يحصلَ حصراً مع رئيس الجمهورية”، ليردّ هوكستين مُبتسمًا: “قٌل لي ما هي الطريقة الأسرع حتى تنتخبوا رئيساً؟”، فيجيبه عدوان: “أن يعقد المجلسُ النيابي غداً جلسةً مفتوحة بدوراتٍ متتالية”.
وانطلاقاً من هذه النقطة، يشدّد عدوان لموقعنا على الرفضِ القاطع لأيّ تدخّل خارجيّ بالاستحقاق الرئاسي، ويقول: “لا نريد لجانًا في الداخل والخارج، فنحن أدرى بمصلحةِ لبنان ومن يجب أن ننتخبَ للرئاسة، وبرأينا التدخلُ الخارجي يجب أن يكونَ لمنع التدخل بالشأن الرئاسي”. وتابع: “إذا كان البعض يعتقدُ أنّ باستطاعتهم أن يعلّبوا لنا رئيساً حتى ننتخبه… “ما يعذبوا حالهم”!
هو نفقٌ نجلس فيه مُرغمين، ننتظرُ الفرج في الكثير من الاستحقاقات والمستحقّات… ننتظرُ انتخابَ رئيس، وننتظرُ العدالة والإنصاف واستعادة حقوقنا، ننتظرُ وضعَ حدّ للحرب الدائرة في الجنوب والتي نخشى في كلّ يوم أن تطلّ برأسها علينا جميعاً… والاهمّ، وقبل كلّ شيء، ننتظر أن يُفكّ أسرنا، لأنّنا جميعاً في هذا البلد… رهائن!
سينتيا سركيس – موقع mtv