«الشمال ليس له أب» أُهمل مرتين: الضرر الاستراتيجي يتعمّق

على وقع دويّ صافرات الإنذار في عدد من المستوطنات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، كانت المحكمة العليا الإسرائيلية تستمع أمس إلى التماس من سكان بعض تلك المستوطنات، خصوصاً تلك التي لم يتم إخلاؤها بعد، مطالبين بإجلائهم فوراً خشية عمليات حزب الله التي باتت تشكل عبئاً كبيراً عليهم. وتحدّثت وسائل إعلام عن مسارعة الإسرائيليين إلى شراء أجهزة الطوارئ خشية استهداف حزب الله البنية التحية لشبكات الكهرباء في حال اتساع نطاق الاشتباكات إلى حرب أوسع نطاقاً. وأشارت صحيفة «معاريف» إلى طلب مرتفع بشكل خاص على أجهزة الشحن المحمولة ومحطات الطاقة المنزلية المحمولة القادرة على شحن خمسة أجهزة وتوفير الإضاءة في حالات الطوارئ.

وأوضحت أن الأسبوع الماضي شهد قفزة بنسبة 500% في مبيعات محطات توليد الطاقة الكهربائية للمنازل. وقال ليرون كاتز، نائب رئيس تطوير الأعمال في إحدى شركات المنتجات الكهربائية، إنه بعد خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانقطاع التيار الكهربائي المفاجئ أخيراً في جميع أنحاء إسرائيل، جرى تسجيل قفزة حادّة في شراء المصابيح الكهربائية والبطاريات ومحطات الطاقة والألواح الشمسية والمولّدات الكهربائية. ويأتي القلق من حرب شاملة مع حزب الله في وقت يعاني الإسرائيليون من ضغوط معيشية متزايدة، ويكافح اقتصاد الاحتلال من أجل نفض غبار الخسائر التي لحقت به بفعل المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة.

وأعلنت بلدية حيفا إنشاء 4 غرف محصّنة للمرة الأولى في حيفا وكريات حاييم لتوفير استجابة للمارة المتواجدين في مناطق مفتوحة حيث لا توجد خيارات حماية أخرى، مشيرة إلى أن هذه الغرف غير مخصّصة للمقيمين الموجودين في منازلهم.

في الأثناء، تتواصل الانتقادات لأعضاء حكومة العدو بسبب التقصير في متابعة احتياجات مستوطني الشمال. وقال الخبير العسكري في صحيفة «إسرائيل اليوم» يوآف ليمور إنه «كان من المفترض أن يزور أحد كبار الوزراء المطلة نهاية الأسبوع الماضي. وعندما جاء اليوم الذي طال انتظاره، بدأ مساعدوه بالتلعثم. وفي النهاية أعلن الوزير أنه لن يأتي. فالرحلة إلى المطلة خطيرة بالفعل، حيث تتعرّض لتهديد الصواريخ المضادة للدبابات». وأضاف أنه «في تقاطع تل حاي، تم بالفعل وضع أسوار ضخمة في منتصف الطريق، لمنع حدوث أضرار مباشرة بالآليات».

وفي تقرير بعنوان «الشمال ليس له أب»، لفت ليمور إلى أن «الشمال أُهمل مرتين: عندما تم إهمال مشاعر السكان، وعندما تم إهماله في قرارات الحكومة». ورأى أن «إسرائيل ارتكبت خطأ عندما أخلت الشمال، ما سمح لحزب الله بإطلاق النار على المستوطنات التي تم إخلاؤها. وبدلاً من أن يكون هناك حزام أمني في لبنان، بات موجوداً داخل أراضي إسرائيل في الجليل»، معتبراً أن إسرائيل «تُسلم بالضرر الاستراتيجي الذي يلحق بها، وكلما طال أمد الحرب، زاد هذا الضرر وتعمّق، والثقة التي تم كسرها مع السكان ستمر سنوات قبل استعادتها».

الاخبار

مقالات ذات صلة