إسرائيل تطرد جنوداً رفضوا الأوامر العسكرية… وتضعهم على ذمة التحقيق!

سحب الجيش الإسرائيلي لواء المظليين من قطاع غزة بعد مشاركته في الحرب لمدة 3 أشهر في خانيونس، وحلت محله قوات أخرى، بحسب ما ورد في إذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس.

ولم تقدم الإذاعة ولا الجيش تفاصيل بشأن عدد وعتاد لواء المظليين الذي سبق خروجه من غزة سحب قوات أخرى.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة قُتل 582 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، بينهم 242 في العمليات البرية المستمرة منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر، بالإضافة إلى إصابة ألفين و988 ضابطاً وجندياً.

طرد الجنود
وتتكرر حوادث عصيان الأوامر ورفضها من قبل جنود الجيش الإسرائيلي أثناء المعارك، وهو ما أفادت به الإذاعة الرسمية الإسرائيلية حيث قالت الخميس إنه تم طرد 9 جنود من لواء “غفعاتي” وإخراجهم من القتال في قطاع غزة بسبب رفضهم الأوامر العسكرية، وتم وضعهم على ذمة التحقيق، وذلك بعد أن قاتلوا لمدة 4 أشهر في خان يونس وحي الزيتون ومخيم الشاطئ وجباليا.

وأشارت الإذاعة إلى أن الجنود الإسرائليين تركوا مواقعم ورفضوا الانصياع لأوامر قائدهم، وتجولوا بدون خوذات وسترات.

وجاء رد الجنود بأنهم خاطروا بحياتهم لفترة طويلة. وأضافوا “لقد قاتلنا وفقدنا أصدقاءنا والآن يرموننا بعيداً. كنا قريبين من القادة في إحدى المناطق وقد تخلوا عنا في كل مراحل القتال فوق الأرض وتحتها، والآن يهددوننا بأنهم سوف يأخذون شهادة المحارب منا وكل شيء”.

حوادث مشابهة
وشهدت معارك غزة حوادث عصيان أوامر لجنود أثناء المعارك. وكانت صحيفة هآرتس قد ذكرت في وقت سابق، أن جنوداً آخرين من لواء “غفعاتي” رفضوا الانصياع للأوامر وتنفيذ مهام عسكرية داخل غزة بسبب تردي أوضاعهم النفسية والجسدية.

كما دخلت فتاة إسرائيلية السجن لرفضها الخدمة العسكرية بسبب معتقداتها السياسية، ورفضها سياسات القمع والفصل العنصري العنيفة التي فرضتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.

وترفض شريحة من الشباب اليهود أداء الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال في ظل العدوان على غزة، كما أنهم يعارضون احتلال الأراضي الفلسطينية وقصف غزة وقتل المدنيين.

نهب وفتاوى
في المقابل، يتباهى الجنود الإسرائيليون في قطاع غزة بإذلال السكان وازدرائهم ونهب ممتلكاتهم وتدميرها عبر نشر مقاطع تظهر ممارساتهم على وسائل التواصل الإجتماعي.

وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية الخميس، إن سيلاً من المقاطع المصورة منتشرة على مواقع التواصل يمكن اعتبارها شاهداً على مدى الشعور بالإفلات من العقاب، وعلى انفضاح شكل من أشكال تجريد السكان الفلسطينيين من إنسانيتهم.

وتحدثت الصحيفة عن محتوى بعض هذه المقاطع، وقالت إنها تظهر لحظات من التخريب المحض والابتهاج بنهب وتخريب مسجد فارغ وتكسير بضائع متبقية في أحد المتاجر.

وفي مقاطع أخرى أكثر قتامة، يظهر مدفعي يقصف غزة متنكراً بزي ديناصور، وأحد جنود المشاة يشعل النار في شحنة من المواد الغذائية في وقت تقف فيه غزة على شفا المجاعة، ويلوح آخر بلافتة تعلن عن صالون تصفيف الشعر الخاص به بجوار جثث الفلسطينيين، الذين تقارنهم كلمات أغنيته “بالحيوانات” و”العماليق”.

وربطت الصحيفة هذه الممارسات بما صدر عن الطبقة السياسية الإسرائيلية، وقالت إن مقارنة الجندي تشير إلى تشبيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الفلسطينيين “بالحيوانات البشرية” وما تدعو إليه من التجريد من الإنسانية، ثم إلى اقتباس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “اذكر ما فعله عماليق”، بما تدعو إليه وصية سفر التثنية من “محوهم من الذاكرة”.

ويطلب الجنود فتاوى يهودية لتشريع سرقتهم بحسب “لوموند”، التي أشارت إلى أن بعض الجنود سألوا الحاخامات عن النهب و”هل هو محظور بموجب الشريعة اليهودية”، ليرد الحاخام يتسحاق شيلات من مستوطنة معاليه أدوميم، بالقول إن سرقة المواد الغذائية والمواد القابلة للتلف مسموح بها، ولكن حاخامات أقل صرامة منه اعتبروا أن “العرب لا يلتزمون بالمواثيق الدولية، لذلك لسنا مطالبين بالامتثال لأي من قوانين الحرب”.

وكالات

مقالات ذات صلة