أداء عوني ملتبس تجاه رئيس “المستقبل”

لم ينس جمهور تيار “المستقبل” ولا حتى جمهور “التيار الوطني الحر” ولو بعد مرور ١٣ عاما، القول الشهير لرئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون الذي كان بوقتها رئيسا لتكتل “التغيير والإصلاح”، وجاء فيه: “قطعنا للحريري تذكرة ذهاب دون رجعة one way ticket وذهب لن يعود”.

في حينها اعتبر انه أحبط “مخطط” حكومات الحريري بـ “إفقار لبنان والاستيلاء على المؤسسات”. اليوم وبعد عامين من تعليق الحريري عمله السياسي، وهو ما أسعد العونيين عند حصوله لاعتبارهم انهم اسقطوا حجرا اساسيا من احجار ما يسمونه المنظومة التي اوصلت البلد الى ما وصل اليه، يُطل “التيار” او جزء منه بخطاب جديد. صحيح ان رئيس “الوطني الحر” النائب جبران باسيل لم يُرسل اي وفد لزيارة بيت الوسط ولم يصدر عنه او عن النواب والمسؤولين الحزبيين القريبين منه اي موقف يدعو لعودته للعمل السياسي، الا ان مصدرا مسؤولا في “الوطني الحر” يقول لـ “الديار” :”صحيح اننا حمّلنا الحريرية السياسية اوزارا كبيرة لكننا في الوقت عينه حريصون على الشارع السني وعلى ان تكون له قيادة. فالتشرذم في اي طائفة يضر بلبنان لذلك يهمنا ان يكون ممثل الطائفة السنية موجودا وممثلا لشارعه”.

ويشير المصدر الى ان زيارة عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون الى بيت الوسط “تمت بمبادرة شخصية منه وليس بتكليف حزبي، من دون ان يعني ذلك ان قيادة التيار تعارض الزيارة او ما صدر عنها”.

وكان النائب عون وبعد لقائه الحريري قال ان “الساحة السياسية اليوم بحاجة إلى عاقلين، والحريري سواء اختلفنا معه في السياسة أو اتفقنا معه، وربما نختلف معه، وإنما يبقى أحد العاقلين في هذه التركيبة السياسية، ويبقى له دور يلعبه في بلد معقد وصعب للغاية”.

وقد لاقى نائب رئيس المجلس النيابي والنائب في تكتل “لبنان القوي” الياس بو صعب زميله عون سريعا بهذا الموقف. فبو صعب وعون اصلا ركنان اساسيان من المجموعة الخماسية الاعتراضية داخل “لبنان القوي” والتي تضم اليهما ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا وأسعد درغام.

‏واعتبر بو صعب مؤخرا ان “الرئيس الحريري له مكانته وشعبيته وتبين انه مهما غاب فقاعدته حقيقية ولا تهتز وغيابه احدث خللاً”، وقال: “اكتشفت اليوم انه بات ما عليه بشخصه وليس لانه ابن الشهيد رفيق الحريري هو لديه قاعدته وعنده صدق كبير واتمنى عودته للحياة السياسية”.

ولم يقتصر حراك العونيين باتجاه الحريري على النائبين المتمردين في “لبنان القوي”، اذ اكدت مصادر “المستقبل” ان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون اتصل ايضا بالحريري.

وتعتبر مصادر معنية بالملف ان “موقف باسيل تجاه الحريري ينسجم تماما مع مواقف زملائه في “التيار” الا انه والنواب المحسوبين مباشرة عليه محرجون في التعبير عن ذلك صراحة لانه سيتناقض مع مسار طويل من العمل السياسي الذي كان يهدف بشكل اساسي لمواجهة الحريرية السياسية”. وتضيف المصادر لـ “الديار: “ظن العونيون انهم بعد الحريري سينجحون باقصاء رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بدعم زعامات درزية اخرى وبعده رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كل ذلك بدعم من حزب الله.. الا آنهم اكتشفوا ان الرياح لا تجري بما تشتهيهه سفنهم لذلك عادوا لمنطق الحوار والتلاقي مع الجميع بعدما اعتبروا ان حزب الله خذلهم في معركتهم وبات عليهم بالمقابل مواجهة محاولات اقصائهم”.

ويعيد العونيون حاليا حساباتهم، وهم ورغم مرور اكثر من عام ونصف على انتهاء ولاية الرئيس عون لا زالوا يتخبطون في مقاربة الكثير من الملفات نظرًا لخسارتهم كل حلفائهم واضطرارهم لخوض كل الاستحقاقات على القطعة. وليست طريقة مقاربتهم ملف الرئاسة الا اكبر دليل على حالة التخبط التي يعيشونها مع اضطرارهم التعايش مع فقدانهم حليفهم الاستراتيجي حزب الله.

بولا مراد- الديار

مقالات ذات صلة