هذا ما أسمعَه بري وميقاتي لوزير خارجية فرنسا!

من يراقب حركة الموفدين من الخارج باتجاه الداخل اللبناني، يدرك تماما حجم “الهجمة الديبلوماسية” غير المسبوقة على لبنان، لدرجة انه يخيّل للبعض بان كل القضايا العالقة ستحلّ فور مغادرة الديبلوماسيين الاراضي اللبنانية. لكن المطلع على جو هذا الحراك يدرك تماما ان لا شيء جديدا يحمله هؤلاء معهم الى بيروت، باستثناء امر واحد: أمن “اسرائيل”!

مخطئ من يظن ان همّ لبنان وملفاته، من انتخاب رئيس للجمهورية الى تنفيذ الاصلاحات المطلوبة، هو الدافع الاساس وراء الحراك الخارجي، فكل ما يدور ببال الموفدين هو العمل على ضمان امن العدو الاسرائيلي بشتى الوسائل الممكنة. فما هي الا ايام على مغادرة وزير الخارجية البريطانية، حتى حط الثلاثاء نظيره الفرنسي بزيارة خاطفة ليوم واحد التقى فيها المعنيين وغادر على عجل، قبل ان تستعد بيروت لاستقبال وزير الخارجية المصرية سامح شكري الذي ارجأ زيارته التي كانت مقررة بالامس.

هو حراك لافت صحيح، لكن بلا بركة، اذ علق مصدر بارز على اجواء هذا الحراك بالقول: كل الزائرين الاجانب لا يعملون الا على نقل الطروحات والاجواء “الاسرائيلية” ويتابع: لولا وجود حزب الله والمقاومة في الجنوب، لما كان احد من الخارج قد التفت الى الداخل اللبناني.

وفي هذا الاطار، يكشف المصدر عما حمله وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه معه خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ، فيشير الى ان سيجورنيه شدد على وجوب تطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش بشكل اكبر جنوب الليطاني وبعدد يصل لـ12 الف جدني. ونفى المصدر الحديث عن اية تنازلات سيقدمها حزب الله، على غرار ما يحكى عن التراجع ولو بضع كيلومترات نحو شمال الليطاني.

واللافت في هذا السياق، كان رد كل من التقاهم سيجورنيه من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التالي : فليتوقف العدوان على غزة، وبعدها لكل حادث حديث ويكون قابلا للنقاش. لكن هل يشمل ذلك التنازلات المطلوبة بتراجع حزب الله ؟ يجيب المصدر: لا تراجع ولو لكلم واحد ! ويضيف : المقصود هو تطبيق الـ 1701.

وعما يعمل عليه هوكشتاين، واذا كان الاخير سيزور بيروت قريبا، لفت المصدر الى ان لا زيارة لهوكشتاين وهي غير محددة بعد ، وهذا يؤكد ان لا شيء تبلور بعد.

الديار

مقالات ذات صلة