«اللجنة الخماسية» تطرح «حواراً في البرلمان»…. والرئيس في مارس

عاد «الحوار» ليشكل محور الخلاف بين الأفرقاء اللبنانيين في موضوع الانتخابات الرئاسية المعلقة منذ أكثر من سنة و3 أشهر. إذ وبعد حراك سفراء «اللجنة الخماسية» المؤلفة من 5 دول عربية وغربية تبذل جهوداً للمساعدة في الشأن اللبناني، ولقاء سفرائها في بيروت المسؤولين اللبنانيين، برز الحديث مجدداً حول «الحوار» للتوافق على مرشح للرئاسة.

وأشار النائب في حزب «الكتائب اللبنانية» إلياس حنكش لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن حديث بري اليوم عن الحوار يختلف عن سابقاته، وهو يأتي بضمانة من قبل «اللجنة الخماسية» التي تبذل جهوداً كبيرة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بحدود شهر مارس (آذار) المقبل، لكن من دون أن تتدخل في أسماء المرشحين. ويوضح حنكش الذي التقى أحد سفراء «الخماسية»، قائلاً: «طرح اللجنة هو أن يلتقي ممثلون عن الأحزاب تحت قبّة البرلمان للبحث والتشاور في جلسات مفتوحة إلى أن يتفقوا فيما بينهم على معايير وملامح أساسية للرئيس المقبل، تحديداً على (خيار ثالث) بعيداً عن المرشحين؛ الوزير السابق جهاد أزعور (مرشح المعارضة) ورئيس (تيار المردة) سليمان فرنجية (مرشح حزب الله وحلفائه)، ومن ثم تتم الدعوة إلى جلسات برلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية بحدود شهر مارس».

ولا يبدو رئيس البرلمان نبيه بري الذي جدد التأكيد على أهمية الحوار للاتفاق على رئيس للجمهورية، بعيداً عن طرح «الحوار في البرلمان»، بحيث إنه لم يعد متمسكاً بفكرة «طاولة الحوار الوطني»، بل بفكرة التلاقي والتحاور، وهو ما تشير إليه مصادر نيابية في كتلته النيابية، مذكّرة بدورها بالتوافق الذي حصل وأدى إلى التمديد لقادة الأجهزة، وهو ما من شأنه أن يؤسس لتقريب المسافات فيما بين الأفرقاء.

وكان بري التقى الثلاثاء الماضي، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وسفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو، وسفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وفيما تتمسك المصادر بالإيجابية التي عبّر عنها رئيس البرلمان إثر لقائه سفراء «الخماسية»، ووصف اللقاء حينها بـ«المفيد والواعد»، تذكّر بمقولة بري التي يكررها دائماً؛ وهي أن «اقضوا حوائجكم بالكتمان»، وتؤكد أن «الأجواء إيجابية وجيدة». وعن اعتراض البعض على الدعوة مجدداً للحوار، تسأل المصادر: «هل من جريمة أن يلتقي اللبنانيون مع بعضهم للتوافق»، وتعود بدورها إلى تجربة التمديد للقادة الأمنيين، وتقول: «المهم أن يكون هناك تواصل وكلام بين اللبنانيين… ولا مشكلة في صيغة وشكل هذا التواصل عبر حوار جماعي أو ثنائي، المهم التوصل إلى اتفاق وإنجاز الاستحقاق الرئاسي».

وبانتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة، تحديداً لجهة طبيعة الحوار الذي سيلتقي حوله النواب، يحذّر النائب في حزب «القوات اللبنانية» غياث يزبك، من أن تكون دعوة بري المستجدة محاولة لإحباط جهود «اللجنة الخماسية»، عادّاً أن «هذا الفريق لا يريد إنجاز الانتخابات الرئاسية اليوم قبل التهدئة في غزة لشراء الوقت وفرض المرشح الذي يريده».

كارولين غاكوم- الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة