“حزب الله” اللبناني “حزب الله” العراقي: إحفظوا هذا الاسم جيداً «أبو حسين الحميداوي»!

السؤال هنا: لماذا لا يريد «حزب الله»- لبنان و»حزب الله»- العراق الحرب؟

إحفظوا هذا الاسم جيداً، «أبو حسين الحميداوي»، إنه الأمين العام لـ»كتائب «حزب الله»- العراق»، لماذا المطلوب حفظه؟ لأنّ النهج الذي يعتمده يلاقي نهج «حزب الله»- لبنان»، كما تلاقي المواقف التي يعلنها مواقف الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله.

يعلن أبو حسين الحميداوي أنّ «كتائب «حزب الله»- العراق»، قرّرت تعليق العمليات العسكرية والأمنية ضد قوات الاحتلال، دفعاً لإحراج الحكومة العراقية، وسنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى، وأوصي مجاهدي «حزب الله» الأحرار الشجعان بالدفاع السلبي مؤقتاً إنْ حصل أي عمل أميركي عدائي تجاههم».

هل من أوجه شبه بين «الخطاب السياسي» لأبي حسين الحميداوي والسيد حسن نصرالله؟ يعلّل الحميداوي تعليق العمليات العسكرية لأنّه لا يريد «إحراج الحكومة العراقية»، في لبنان كما يعلِّل السيد نصرالله عدم إعلان الحرب بالأخذ في الاعتبار «أوضاع البلد».

الحميداوي يتحدث عن «الدفاع السلبي»، أما نصرالله فيتحدث عن «الصبر الاستراتيجي». التعليلان يصبَّان في مكان واحد: تحاشي خوض الحرب؟ لماذا؟ لأنّ «أمر العمليات»، هذه المرَّة، لم يأتِ من إيران، وأمر العمليات هذا لا يوضَع في بيروت أو في بغداد بل في طهران. هذه حقيقة مؤلمة، لكنها حقيقة. والسؤال هنا: لماذا لا يريد «حزب الله»- لبنان و»حزب الله»- العراق الحرب؟

الجواب: لأنّ الحزبين لا يريدان خسارة «مكتسباتهما» في بلديهما، أو على الأقلّ يتطلّعان إلى مزيدٍ من المكتسبات السياسية كثمن لعدم دخولهما الحرب، وما يعزّز هذه القناعة أنّ «حزب الله» لبنان يتفادى الدخول في الحرب رغم الخسائر الفادحة في الأرواح التي تكبّدها حتى اليوم والتي لامست المئتي مقاتل.

أكثر من ذلك، وعلى عكس ما هو متداول علناً، فإنّ بيئة «حزب الله» واقعة في صدمةٍ لم تعهدها من قبل، وهي حجم ومستوى استعدادات الجيش الإسرائيلي وجهوزيته، وهو ما مكَّنه من إيقاع هذا الحجم من الخسائر في صفوف الحزب، وبناءً على هذه الخسائر، وبسببها، فإنّ الحزب يتحاشى «المغامرة العسكرية» الشاملة لأنّها ستسبّب له خسارة كل ما راكمه، سواء سياسياً أم حتى ميدانياً.

لكن العقدة الأساس بالنسبة إليه، تبقى: كيف سيبرر لبيئته هذا التراجع عن «وحدة الساحات» والمشاركة في الحرب؟ هذه معضلة بالنسبة الى «الحزب»، وهذه المعضلة سترافقه في يومياته السياسية، صحيح أنّه «حزب شمولي»، ولا تعنيه المعارضات، لكنه في نهاية المطاف مضطر الى أن يقدِّم أجوبة عن تساؤلات تطرحها بيئته، ومن أبرز هذه التساؤلات: من أجل ماذا سقط هذا العدد الكبير من المقاتلين؟

وما ينطبق على «حزب الله»- لبنان، ينطبق على «حزب الله»- العراق، فبيانه عن الولايات المتحدة الأميركية، هو بمثابة «اعتذار متأخّر»، فهل تقبل واشنطن الاعتذار؟ براغماتية الولايات المتحدة الأميركية قد تقودها إلى»تحالف موضوعي» مع إيران، صحيح أنّها «فرضية سوريالية»، لكن لنتذكَّر دائماً أن واشنطن سبق أن وقّعت مع إيران «اتفاقاً نووياً»، وها هو الرئيس الأميركي جو بايدن يقول: «لا نريد حرباً مع إيران». أحد أوجه الشبه بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران أنّ البلدين يتقاتلان عبر «وكلاء»، إسألوا أوروبا في الغرب، والعراق ولبنان واليمن وغزة في الشرق.

جان الفغالي- نداء الوطن

مقالات ذات صلة